سفارة فلسطين في القاهرة تعلن إعادة فتح معبر رفح.. أنفاس جديدة لغزة بعد عامين من الإغلاق والحصار

أعلنت سفارة دولة فلسطين في القاهرة اليوم السبت عن إعادة فتح معبر رفح البري بين قطاع غزة ومصر ابتداءً من يوم الاثنين المقبل، بعد فترة إغلاق طويلة زادت من معاناة سكان القطاع.
وأكدت سفارة فلسطين في بيانها الرسمي أن هذه الخطوة تأتي لتمكين المواطنين الفلسطينيين المقيمين في جمهورية مصر العربية والراغبين في العودة إلى قطاع غزة من السفر، في خطوة اعتبرها كثيرون منفذ تنفّس إنساني جديد لأبناء غزة المحاصرين منذ سنوات.
قيود إسرائيلية مستمرة رغم فتح معبر رفح
ورغم الإعلان عن فتح معبر رفح البري، لا تزال حركة الدخول والخروج إلى غزة تخضع لقيود صارمة تفرضها السلطات الإسرائيلية التي تسيطر على جميع المعابر الأخرى المؤدية إلى القطاع.
وتُعدّ هذه القيود أحد أبرز الأسباب التي تعرقل وصول المساعدات الإنسانية والمواد الأساسية إلى نحو مليوني فلسطيني يعيشون في ظروف معيشية صعبة داخل القطاع.
الأمم المتحدة: الوضع الإنساني في غزة كارثي
أكد توم فليتشر، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، خلال زيارة أجراها اليوم إلى غزة، أن إدخال المساعدات الطارئة وتقديم الخدمات الأساسية في القطاع مهمة هائلة تتطلب تعاونًا دوليًا عاجلًا.
وأشار إلى أن الحرب المدمّرة التي استمرت على مدى عامين تركت البنية التحتية في حالة انهيار شبه كامل، مما فاقم الأوضاع الصحية والاقتصادية، وأدى إلى نقص حاد في الغذاء والدواء والكهرباء.
دعوات دولية لفتح جميع المعابر أمام المساعدات
وجّه برنامج الأغذية العالمي نداءً عاجلًا يوم الجمعة إلى المجتمع الدولي، مطالبًا بفتح جميع المعابر التي تسيطر عليها إسرائيل مع قطاع غزة للسماح بتدفق المساعدات الإنسانية دون قيود.
وأكد البرنامج أن غزة بحاجة إلى إغراقها بالمواد الغذائية والإغاثية لمواجهة أزمة الجوع المتفاقمة التي تهدد حياة الآلاف، وخاصة الأطفال وكبار السن.
اتفاق جديد يعيد الأمل بدخول المساعدات
وتشير تقارير دبلوماسية إلى أن الاتفاق الأخير بين حماس وإسرائيل، الذي جرى بوساطة أمريكية ضمن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ينص على السماح بإيصال المساعدات بشكل كامل وفوري إلى قطاع غزة بمجرد قبول الأطراف لبنود الاتفاق.
ويرى مراقبون أن تنفيذ هذا الاتفاق قد يفتح صفحة جديدة في مسار الأزمة الإنسانية في القطاع، ويمنح الفلسطينيين نافذة أمل لتخفيف الحصار وتحسين الأوضاع المعيشية.
غزة بين الأمل والحصار
عودة فتح معبر رفح تمثل بصيص أمل وسط الظلام الطويل الذي خيّم على سكان غزة، لكنها تبقى خطوة محدودة ما لم تُرفع القيود الإسرائيلية المفروضة على باقي المعابر.
وفي الوقت نفسه، تواصل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الضغط على الأطراف كافة لضمان استمرار تدفق المساعدات ومنع تفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع الفلسطيني الذي أصبح أحد أكثر مناطق العالم معاناة من الحصار والحروب المتتالية.