من الفقر إلى القضايا الأخلاقية.. تفاصيل جديدة في تحقيقات قضية علياء قمرون

بعد أن قررت جهات التحقيق تحديد جلسة عاجلة لمحاكمة التيك توكر علياء قمرون إلى محكمة الجنايات لاتهامها بنشر فيديوهات خادشة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، نرصد في السطور التالية نص التحقيقات مع المتهمة.

كشفت تحقيقات النيابة العامة مع صانعة المحتوى المعروفة على منصات التواصل الاجتماعي باسم "علياء قمرون"، واسمها الحقيقي علياء شوقي فوزي، عن تفاصيل متعلقة بنشأتها وظروف تحولها إلى صناعة المحتوى، بالإضافة إلى العوائد المالية التي كانت تحققها من نشاطها الرقمي.

وأوضحت المتهمة، خلال أقوالها أمام جهات التحقيق، أنها بدأت حياتها المهنية بالعمل كعاملة نظافة لمدة ستة أشهر، من يونيو 2024 حتى يناير 2025، ثم عملت في بيع المناديل والعطور والولاعات، قبل أن تتجه إلى منصة تيك توك بحثًا عن دخل مادي أكبر.

وقالت إنها كانت تحصل على نحو 3 آلاف جنيه شهريًا من العمل في أحد المستشفيات، بينما كانت أرباحها من البيع تتراوح بين 7 إلى 10 آلاف جنيه شهريًا. وأضافت أنها رأت في تيك توك فرصة لتحسين وضعها المعيشي وتوفير نفقات تجهيز زواجها، مشيرة إلى أنها مخطوبة منذ 8 أشهر لشخص يعمل طاهيًا في أحد المطاعم.

محتوى مثير للجدل وتحقيقات موسعة

وتواصل جهات التحقيق فحص الفيديوهات المنسوبة إلى المتهمة، لتحديد مدى مخالفتها لأحكام قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات، وذلك بعد تحرير محضر رسمي بالواقعة، وجارٍ اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

ووُجهت للمتهمة عدة اتهامات، من بينها نشر محتوى خادش للحياء، إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وغسل أموال ناتجة عن أرباح غير مشروعة من البث المباشر والهدايا الرقمية.

أقوال المتهمة: "كنت أبحث عن الضحك.. ولم أقصد الإساءة"

وخلال التحقيقات، أكدت علياء أنها لم تكن تقصد خدش الحياء أو الإساءة، موضحة أن المحتوى الذي كانت تقدمه عبر البث المباشر كان ذا طابع "ساخر"، على حد تعبيرها، بهدف التفاعل مع المتابعين، وقالت إنها تلفظت بعبارة غير لائقة مرة واحدة فقط، وجاءت كرد فعل عفوي على اسم أحد المتابعين.

وأشارت إلى أنها بدأت نشاطها على تيك توك في مارس 2025، وتدير حسابين نشطين أحدهما باسم "علياء" والآخر "علياء 2"، وتقوم بإدارتهما بشكل شخصي. وأوضحت أنها تستخدم هاتفًا من طراز آيفون 16 برو ماكس يحتوي على شريحتين باسميها، ولديها محفظة إلكترونية تضم رصيدًا يبلغ نحو 199 ألف جنيه، قالت إنه ناتج عن "الهدايا الرقمية والدعم والإعلانات".

القبض عليها خلال بث مباشر

كشفت المتهمة أنها تم ضبطها خلال بث مباشر كانت تجريه من منزل إحدى صديقاتها، بعد أن تمكنت الأجهزة الأمنية من تحديد موقعها باستخدام خاصية تتبع الموقع في تطبيق تيك توك. وتم اصطحابها من قبل قوة أمنية ترتدي زيًا مدنيًا، دون مقاومة منها.

خلفية اجتماعية صعبة

وفي سردها لظروف نشأتها، ذكرت علياء أنها عاشت طفولة صعبة بعد انفصال والديها، واضطرت للعمل في بيع المناديل عند إشارات المرور والمساجد. وأشارت إلى أنها تعرضت لسوء معاملة من زوجة والدها، وقالت إن الإهمال الأسري كان أحد الأسباب التي دفعتها إلى الاستقلال والعيش بمفردها في شقة بمدينة طنطا.

وأكدت أن توجهها إلى منصات التواصل لم يكن سوى محاولة "للهروب من الفقر والضياع"، حسب تعبيرها، ولتأمين مستقبلها الشخصي والاجتماعي.

معلومات عن نشاط والدها

وفي سياق التحقيقات، أفادت المتهمة بأن والدها كان يعمل في مجال تجارة أدوات صيد الطيور البرية، مشيرة إلى أنه سبق ضبطه في قضية تتعلق بحيازة أسلحة غير مرخصة، دون أن تكون لها علاقة مباشرة أو علم بنشاطه.