مصر تسعى إلى تطوير إدارة المخلفات وتعزيز الاستثمار في "منتدى صفر مخلفات" العالمي

أكدت الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة، أن إدارة المخلفات وسياسات "صفر مخلفات" تعد من أبرز الأولويات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، مشيرة إلى أن المنتدى العالمي "صفر مخلفات" يشكل منصة مهمة للتعاون الدولي لبناء منظومة متكاملة ومرنة لإدارة المخلفات، تجمع بين حماية البيئة وتشجيع الاستثمار ودفع عجلة التنمية المستدامة، عبر تضافر الجهود بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني. وأوضحت الوزيرة أن الدولة المصرية تولي اهتمامًا كبيرًا بإدارة المخلفات ضمن خطط تطوير القطاع البيئي وتهيئة المناخ الداعم للاستثمار وإشراك القطاع الخاص.

جاء ذلك خلال كلمة الوزيرة في الاجتماع الوزاري للمنتدى العالمي "صفر مخلفات"، الذي يعقد خلال الفترة من 17 إلى 19 أكتوبر الجاري في مدينة إسطنبول، بمشاركة السيدة أمينة أردوغان، الرئيسة الفخرية لمؤسسة "صفر مخلفات"، والسيد مراد قوروم، وزير البيئة والتحضر وتغير المناخ التركي، وعدد من القادة الحكوميين والمؤسسات الدولية والأكاديميين ورواد القطاع الخاص وممثلي المجتمع المدني.

واستعرضت الوزيرة خطوات مصر نحو تطوير قطاع إدارة المخلفات، منها إصدار أول قانون موحد لتنظيم إدارة المخلفات عام 2020، وإنشاء جهاز تنظيم إدارة المخلفات، وتطوير البنية التحتية للقطاع من محطات وسيطة ومنشآت معالجة ومدافن صحية آمنة، بالإضافة إلى تطبيق مبدأ المسؤولية الممتدة للمنتج لمواد التعبئة والتغليف والمخلفات الإلكترونية والأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام، إلى جانب وضع دليل استرشادي لنظام العلامة الخضراء لتشجيع عمليات التدوير.

وأضافت الوزيرة أن مصر وضعت إطارًا استراتيجيًا لزيادة كفاءة جمع ونقل المخلفات البلدية إلى 85%، ومعالجة 60% من المخلفات المجمعة عبر منشآت المعالجة الميكانيكية البيولوجية بحلول 2027، وتحويل 20% من المخلفات إلى مشروعات طاقة، مع تحفيز القطاع الخاص من خلال تعريفة التغذية الكهربائية لمشروعات تحويل المخلفات إلى طاقة، وإعداد الاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الدائري التي تستهدف القطاعات ذات الأولوية مثل المخلفات والصناعة والاتصالات.

كما أشارت الوزيرة إلى إطلاق فرص استثمارية في مجال إدارة المخلفات، تشمل تدوير المخلفات الزراعية والبناء والهدم، وإنتاج الطاقة من المخلفات، والوقود البديل، موضحة أن مصر تنفذ أكبر مدينة متكاملة لإدارة المخلفات على مستوى إفريقيا والشرق الأوسط بمساحة 1200 فدان بالشراكة مع البنك الدولي، مع التوسع في وحدات البيوجاز لاستغلال المخلفات الزراعية والمجازر.

وأوضحت الوزيرة أن أهمية المنتدى تكمن في مناقشة استراتيجيات وطنية لتنفيذ سياسات "صفر مخلفات" في المدن والمجتمعات، والخروج بتوصيات قابلة للتنفيذ، وتطوير تحالفات جديدة على المستويات الوطنية والإقليمية.

من جانبها، أعربت السيدة أمينة أردوغان عن سعادتها بالمشاركة في الحدث، مشيرة إلى أن تركيا أكملت ثماني سنوات من مبادرة صفر مخلفات بالتعاون بين الحكومة والمجتمع المدني، وأن المبادرة وقعت عليها نحو 105 دول في الأمم المتحدة، داعية جميع الدول للانضمام إليها والوفاء بالتزاماتها البيئية للحد من آثار التغير المناخي.

كما أكد مراد قوروم، وزير البيئة التركي، على أهمية المبادرة لتحقيق العدالة المناخية، وتقليل الانبعاثات، وزيادة الإنتاج الاقتصادي عبر الحفاظ على الموارد، مع تنفيذ خطط لإنتاج منتجات قابلة لإعادة التدوير بحلول 2026 لزيادة نسبة إعادة التدوير بنسبة 15%، وتوجه تركيا نحو التحول إلى دولة محايدة للانبعاثات الكربونية.

وأشار إبراهيم يوماقلي، وزير الزراعة والغابات التركي، إلى إجراءات تركيا للحد من المخلفات، مثل تحويل المخلفات العضوية إلى سماد، وجمع العبوات للتدوير، وتطبيق أساليب زراعية صديقة للبيئة، وبرامج للحد من هدر الطعام، بهدف حماية البيئة وضمان الاستدامة.

وأكد وزير الصناعة التركي على أن الهدف الرئيسي للمبادرة هو تحقيق الاستدامة ومستقبل أفضل، مشددًا على أهمية التعاون الدولي لتوفير التمويل اللازم للتحول إلى الاقتصاد الأخضر، وإطار تشريعي يدعم الإنتاج والاستهلاك المستدامين.

كما أشار نائب رئيس برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية إلى دعم البرنامج لمبادرة "صفر مخلفات" من خلال مختلف القطاعات، مؤكدًا أن البرنامج يشكل منصة دولية لتبادل الخبرات وتقديم الدعم الفني والمالي.