صعيد بلا تمثيل في انتخابات النواب 2025.. غضب واستقالات حزبية بسبب «النواب الاستيراد»

مع اقتراب انتخابات مجلس النواب 2025، تصاعدت حالة من الغضب في عدد من محافظات الصعيد وبعض المحافظات الأخرى، بعد إعلان تشكيل القائمة الوطنية من أجل مصر والقوائم الحزبية المشاركة، والتي خلت في بعض القطاعات من أسماء أبناء المحافظات نفسها، ما أثار اتهامات بتغييب التمثيل الحقيقي لأبناء الصعيد وفرض مرشحين من خارج الدوائر الانتخابية.
اعتراضات داخلية واستقالات مفاجئة
شهدت محافظتا سوهاج والمنيا أول ردود الفعل القوية، حيث أعلن عدد من قيادات الأحزاب استقالاتهم احتجاجا على آلية اختيار المرشحين.
فقد أعلن حسن كمال، القيادي البارز بحزب الجبهة الوطنية، استقالته رسميا من الحزب، اعتراضا على اختيار مرشحين من خارج محافظة سوهاج ضمن قوائم الحزب المشاركة في الانتخابات.
وقال كمال في بيان استقالته:" تابعت بأسف بالغ اختيار أسماء لا تمت للمحافظة بصلة، وهو ما لا يمثل طبيعة أو تاريخ سوهاج ولا يعبر عن إرادة أهلها. احتراما لتاريخ المحافظة وكرامة أبنائها، أرفض أن أكون شاهدًا على تغييب إرادة الناس أو تهميش أبنائها المخلصين."
وفي محافظة المنيا، أعلن اللواء هشام بشر، أمين عام حزب حماة الوطن بالمحافظة، استقالته من منصبه بعد ثلاث سنوات من العمل التنظيمي، اعتراضًا على ما وصفه بغياب الشفافية والتشاور في إعداد قوائم المرشحين.
وأكد بشر في منشور رسمي عبر صفحته على "فيسبوك" أن الاستقالات تعبر عن رفض صريح لتهميش القيادات المحلية وتجاهل جهودها الميدانية لصالح أسماء مفروضة من خارج المحافظات.
حالة من الغضب
مصادر أشارت إلى أن استبعاد المرشحين المحليين أدى إلى حالة من الغضب في بعض الدوائر بالصعيد، وسط توقعات بعزوف الناخبين عن المشاركة في التصويت، خاصة في المناطق التي اعتاد الناخبون فيها دعم أبناء دوائرهم المعروفين بخدمتهم المباشرة للمواطنين.
وتحذر قيادات محلية من أن هذا النهج قد يخلق فجوة بين الناخبين والأحزاب السياسية، ويؤثر على نسب الإقبال، إذ يصعب إقناع المواطنين بالتصويت لمرشحين لا يمتون بصلة جغرافية أو اجتماعية للمحافظة.
الأقصر خارج المشهد السياسي
لم تكن محافظة الأقصر استثناء من حالة الجدل التي اجتاحت الصعيد، عقب غلق باب الترشح لانتخابات مجلس النواب 2025، إذ أثارت التطورات الأخيرة دهشة واسعة بين الأهالي والمتابعين.
ونشرت صفحة بوابة الأقصر الشهيرة التي يقترب عدد متابعيها من المليون منشورا تناولت فيه ما وصفته بالمفاجآت الكبرى في خريطة الترشحات بالمحافظة، بعد غياب عدد من الأسماء الثقيلة التي كانت حاضرة بقوة في المشهد السياسي لسنوات طويلة.
وطرحت هذه الأزمة تساؤلات عديدة حول معايير اختيار المرشحين داخل القوائم الحزبية، ومدى التزامها بمبدأ التمثيل العادل للمحافظات.
وطالب البعض من أهالي الصعيد بمعالجة هذا الوضع من خلال مراجعة عاجلة للسياسات التنظيمية داخل الأحزاب، وضمان مشاركة حقيقية للقيادات المحلية في صنع القرار، منعا لتفاقم الغضب أو المساس بمصداقية العملية الانتخابية المقبلة.
نواب استيراد
يتساءل كثير من أبناء المحافظات عن سبب اختيار مرشحين للنواب من خارج المحافظات نفسها، وفي حال فوزه كيف سيتواصل مع أبناء الدائرة، وهل يعقل مرشح من سكان أسيوط ينافس على الانتخابات في محافظة البحيرة، بجانب أن تجاهل تمثيل أبناء المحافظات نفسها سوف يخلق حالة من الاحتقان الشديد والحكم على الانتخابات بالفشل قبل بدئها.