عودة المليارات الضائعة.. قناة السويس تستعيد رونقها و15٪ زيادة متوقعه في الإيرادات

منذ 18 شهرا، لم يشهد باب المندب الصعود الذي حدث في عبور السفن خلال أغسطس الماضي 2025، رغم تأثير أزمة الملاحة بالبحر الأحمر بسبب التوترات التي حدثت، وأدت إلى تغيير مسار السفن بعيدا عن مناطق إطلاق النار.
زيادة عبور السفن من باب المندب
وبحسب بيانات نشرتها مجلة (لويدز ليست) البريطانية المتخصصة في شؤون الملاحة البحرية، فإن عدد عمليات عبور السفن المسجلة عبر باب المندب في أغسطس الماضي بلغ 1044 عملية، بزيادة نسبتها نحو 10% عن عمليات العبور في يوليو والتي بلغت 952 عملية، لتكون الأكبر منذ عام ونصف.
مرور 70 سفينة من باب المندب
هذه الأرقام من الواضح أنه تم تحطيمها وتسير الأرقام الجديدة إلى ان عدد السفت التي تمر حاليا من باب المندب تتراوح ما بين 70 وحتى 80 سفينة، ومتوقع أن ترتفع بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار في غزة رسميا، لتصل إلى أكثر من 2000 سفينة شهريا، وهو ضعف الرقم المسجل في أغسطس 2025.
عودة حركة الشحن العالمية لمسارها الطبيعي
هذا التطور الذي حدث يعني عودة ما يقرب من 60 إلى 70% من حركة الشحن العالمية إلى مسارها الطبيعي، وهو ما ينعكس مباشرة على خفض تكاليف النقل البحري التي ارتفعت خلال الأشهر الماضية بنسبة تجاوزت 40% بسبب اضطرابات الملاحة وتحوّل السفن إلى مسارات أطول عبر رأس الرجاء الصالح.
مكاسب عودة حركة الملاحة في باب المندب
الخبير الاقتصادي على الإدريسي، كشف في تصريحات خاصة لموقع تفصيلة، أن هناك عدة مكاسب من عودة حركة السفن لطبيعتها، على المستوى الإقليمي، باعتبار أن هذا التحول سيعيد لمصر والسعودية واليمن أهمية إستراتيجية أكبر في خريطة التجارة العالمية.

زيادة إيرادات قناة السويس 15٪
وأوضح الإدريسي، أن مصر تعتمد بشكل مباشر على مرور السفن في البحر الأحمر وقناة السويس، حيث تشير التقديرات إلى أن زيادة حركة السفن عبر باب المندب قد ترفع إيرادات قناة السويس بنسبة تتراوح بين 10 و15% خلال الربع الأول من 2026 مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، أي بإضافة تتراوح بين 700 و900 مليون دولار إلى الإيرادات السنوية البالغة حاليًا نحو 8.5 مليارات دولار.
تحسن طفيف في مؤشرات الملاحة بالقناة
وشهدت مؤشرات الملاحة في قناة السويس تحسناً طفيفاً خلال النصف الأول من العام الجاري، وأثبتت القناة صموداً لافتاً على مدار نحو عامين أمام تداعيات الهجمات المتقطعة على السفن التجارية في البحر الأحمر، ما عزز مكانتها كأحد أهم شرايين التجارة العالمية.
زيادة عدد السفن العابرة من القناة
وارتفعت أعداد السفن العابرة للقناة بنسبة 3.1% في الربع الثاني من 2025، لتسجل 3074 سفينة مقابل 2981 في الربع الأول، كما زادت الحمولات الصافية بنسبة 6% لتصل إلى 122.5 مليون طن، بينما قفزت الإيرادات 8.3% لتسجل 975.8 مليون دولار مقابل 901.2 مليون دولار.
فيما بلغ عدد السفن التي عدّلت مسارها لعبور القناة بدلاً من الالتفاف حول رأس الرجاء الصالح نحو 661 سفينة.
استقرار في سلاسل الإمداد العالمي
وتابع الخبير الاقتصادي، أن هذا التطور الذي يحدث في حركة السفن يعكس بداية مرحلة استقرار في سلاسل الإمداد العالمية بعد عام من الاضطرابات، ويعزز ثقة المستثمرين في قطاع النقل البحري والطاقة، ويدعم أسواق الأسهم في الدول المرتبطة بالملاحة الدولية، خاصة بعد أن عادت مؤشرات النقل العالمية للارتفاع بنحو 12% منذ بداية أكتوبر، ما يشير إلى أن الأسواق بدأت بالفعل في استباق أثر هذا التعافي على النمو العالمي خلال الفترة المقبلة.
انخفاض متوسط تكلفة الشحن للحاوية الواحدة
وتابع أنه من الناحية الاقتصادية، فإن عودة الملاحة الكثيفة عبر المضيق ستؤدي إلى انخفاض متوسط تكلفة الشحن للحاوية الواحدة من شرق آسيا إلى أوروبا من نحو 6000 دولار إلى ما بين 3500 و4000 دولار خلال الأسابيع المقبلة، وهو ما سيخفف الضغط على أسعار السلع العالمية خاصة الطاقة والحبوب والمعادن، التي كانت تعاني من زيادات بسبب تكاليف النقل.
ارتفاع أسهم النقل البحري
وكشف الخبير الاقتصادي، أن شركات الملاحة العالمية بدأت بالفعل في تسعير هذا الخبر في أسهمها، حيث سجلت بعض أسهم النقل البحري ارتفاعات تجاوزت 5% في جلسات التداول الأخيرة مع توقعات بزيادة أرباح الربع الرابع بنسبة قد تصل إلى 15% نتيجة استئناف المسارات الأسرع والأقل تكلفة.