الرمان والعنب والتمور.. كنوز مصرية تغزو الأسواق العالمية

خرجت ثلاث فواكه مصرية لتكتب قصة نجاح جديدة في عالم الزراعة والتصدير وهما "الرمان والعنب والتمور"، لتضع اسم مصر بقوة على خريطة التجارة الزراعية الدولية.
الرمان المصري.. ياقوت التصدير من قلب الصعيد
تنتج أسيوط وحدها أكثر من 50% من إنتاج مصر من الرمان، وهذا الإنتاج الضخم جعل الرمان المصري واحدًا من أبرز قصص النجاح التصديرية خلال الأعوام الأخيرة.
ففي الموسم الماضي، تجاوزت صادرات الرمان 125 ألف طن لتحتل المرتبة الثامنة بين الصادرات الزراعية الطازجة، وتتنوع أسواق التصدير بين دول الخليج وأوروبا وشرق آسيا، مدفوعة بسمعة قوية وجودة عالية تميز أصناف مثل "116 المبكر" و"المنفلوطي" و"الوندر فل".
ورغم المنافسة القوية من تركيا والهند، يواصل الرمان المصري تقدمه، مع سعي الحكومة لتذليل العقبات اللوجستية وتوسيع شبكة النقل المبرد، في إطار دعم الدولة الكامل للمصدرين.

العنب المصري يفتح أسواق أوروبا
أما العنب المصري، فيعد واحدًا من أكثر المحاصيل جذبًا للأسواق العالمية، بفضل تنوع ألوانه ونكهته الفريدة وجودته العالية، فالعناقيد المصرية تغزو اليوم أسواق إنجلترا وهولندا وألمانيا، بعد أن أثبت المنتج المصري تفوقه على نظرائه بفضل تطبيق أحدث تقنيات الزراعة والفرز والتعبئة.
ويعد العنب من المحاصيل التي تفتح أبوابًا واعدة أمام التصدير المصري، خاصة بعد نجاح الحجر الزراعي المصري في اعتماد نظم جودة صارمة وضمان مطابقة المنتجات للمواصفات الأوروبية والدولية، ما جعل العنب المصري ضيفًا دائمًا على موائد العالم.

من واحات النخيل إلى أسواق العالم
تعد مصر الدولة الأولى عالميًا في إنتاج التمور، حيث تمتلك أكثر من 150 صنفًا تتنوع بين السكري والصعيدي والمجدول، لتصبح ثروة قومية تتجه بخطى واثقة نحو التصدير، وتشهد مزارع النخيل طفرة غير مسبوقة بفضل التوسع في مشروعات التصنيع والتعبئة والتغليف الحديثة.
واليوم تصل التمور المصرية إلى دول الخليج وآسيا وأفريقيا، بدعم من مبادرات حكومية لتحسين الجودة وإضافة القيمة عبر التصنيع الغذائي، ما جعلها مكونًا رئيسيًا في استراتيجية "مصر تصدر غذاءها".

مفتاح التفوق التصديري
تعتمد مصر حاليًا على منظومة تكنولوجية متكاملة في مراحل ما بعد الحصاد، تشمل أنظمة الفرز والتبريد والتعبئة الحديثة التي ترفع جودة المنتج وتطيل عمره التسويقي، ما يتيح له منافسة قوية في الأسواق البعيدة، كما تعمل الدولة على إنشاء محطات تعبئة ذكية ومعامل فحص دولية لضمان مطابقة المنتجات لمعايير الصحة النباتية العالمية.
خطة الدولة للتوسع الزراعي والتصديري
تعتمد الدولة على مشروعات قومية ضخمة مثل الدلتا الجديدة ومستقبل مصر الزراعي لتوسيع الرقعة الزراعية وإنتاج محاصيل تصديرية عالية الجودة، وتسعى الحكومة من خلال هذه المشاريع إلى مضاعفة إنتاج الفاكهة والخضروات التصديرية، مع التركيز على استنباط سلالات مقاومة للحرارة والجفاف، بما يضمن استدامة الإنتاج ورفع العائد الاقتصادي.