استثمارات أجنبية تاريخية تدخل البورصة المصرية.. خبير يكشف التفاصيل

توقع الخبير الاقتصادي هاني جنينة، أن يشهد عام 2025 موجة قوية من دخول رؤوس الأموال الأجنبية إلى البورصة المصرية، لتكون الأكبر منذ ما يقرب من عشرين عامًا، مدفوعة بتحسن المؤشرات الاقتصادية وتراجع أسعار الفائدة، واستقرار سوق الصرف، وعودة الثقة في الاقتصاد المصري.
عودة الثقة
وقال جنينة في تصريحات صحفية، إن مصر بدأت تدخل مرحلة جديدة من الاستقرار الاقتصادي الفعلي بعد فترة طويلة من الضغوط والتحديات، مشيرًا إلى أن الأسواق المالية غالبًا ما تكون أول من يلتقط إشارات التعافي، وهو ما بدأ يظهر بوضوح في الأداء القوي للبورصة المصرية خلال الأشهر الأخيرة.
وأضاف أن أحجام التداول ارتفعت بشكل ملحوظ، بالتزامن مع تحركات شراء مؤسسية أجنبية تؤكد عودة المستثمرين الأجانب تدريجيًا إلى السوق بعد غياب.
خفض الفائدة يفتح الباب أمام سيولة ضخمة
وأوضح أن اتجاه البنك المركزي نحو خفض تدريجي للفائدة خلال عام 2025 سيكون العامل الرئيسي وراء تدفق السيولة إلى سوق المال، متوقعًا أن تتراجع الفائدة من مستوياتها الحالية البالغة نحو 21% إلى ما بين 9 و10% بنهاية العام المقبل.
وأشار إلى أن انخفاض تكلفة التمويل يزيد جاذبية الاستثمار في الأسهم، خاصة مع توقعات بانخفاض التضخم واستقرار سعر الصرف، وهو ما يمنح المستثمرين الأجانب عائدًا حقيقيًا مرتفعًا مقارنة بالأسواق المنافسة.
قطاعات واعدة تجذب رؤوس الأموال
وأوضح الخبير الاقتصادي أن القطاعات الأكثر جذبًا ستكون البنوك والعقارات والسلع الاستهلاكية والصناعات التحويلية، إلى جانب شركات اللوجستيات والموانئ التي تحقق إيرادات دولارية وتستفيد من تحسن حركة التجارة الإقليمية.
وأضاف أن بعض الشركات المصرية أصبحت تقدم عوائد تشغيلية مرتفعة تفوق 20%، وهو ما يضعها ضمن قائمة الفرص المفضلة للمستثمرين الأجانب في المنطقة.
مؤشر البورصة يقترب من قمة تاريخية
ورجح الخبير الاقتصادي هاني جنينة أن يواصل مؤشر البورصة الرئيسي EGX30 أداءه القوي ليقترب من 40 ألف نقطة قبل نهاية 2025، مع إمكانية تجاوز 45 ألف نقطة في 2026 إذا استمرت الإصلاحات الهيكلية بنفس الوتيرة، وأكد أن الطفرة الحالية ليست مؤقتة، بل نتيجة تحسن جوهري في بيئة الأعمال وتقدم حقيقي في الإصلاحات الاقتصادية.
عام التحول الاقتصادي لمصر
واختتم جنينة حديثه بالتأكيد على أن العام المقبل سيكون عام التحول الاقتصادي لمصر، قائلاً: "الأموال الذكية بدأت تعود بقوة، والسوق المصري يستعد لأكبر موجة استثمار أجنبي منذ عقدين، ما سيجعل البورصة المصرية واحدة من أكثر الأسواق الجاذبة في الشرق الأوسط خلال السنوات القادمة".