عملة معدنية بصورة ترامب.. الرئيس الأمريكي يدخل جيوب المواطنين

في خطوة أثارت سيل من الجدل السياسي والاقتصادي داخل الولايات المتحدة، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية أنها تدرس إصدار عملة معدنية من فئة دولار واحد تحمل صورة الرئيس دونالد ترامب، بمناسبة الذكرى الـ250 لاستقلال البلاد، وهي خطوة رمزية لكنها تحمل في طياتها رسائل اقتصادية وسياسية عميقة.

شكل تصميم العملة

العملة الجديدة، التي يجري إعداد تصاميمها الأولية تحت إشراف وزير الخزانة براندون بيتش، تُظهر وجه ترامب على أحد جانبيها، بينما يحمل الوجه الآخر صورته وهو يرفع قبضته أمام العلم الأمريكي، مع النقش اللافت لعبارة "قاتل، قاتل، قاتل"، في إشارة إلى كلماته الشهيرة بعد محاولة اغتياله خلال حملته الانتخابية عام 2024.

ترامب يدخل جيوب الأمريكيين

ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تتجاوز الطابع الاحتفالي، إذ تمثل رسالة اقتصادية مباشرة تؤكد استمرار حضور ترامب داخل المشهد المالي الأمريكي، حتى بعد مغادرته البيت الأبيض،  فالدولار الذي يحمل صورته، وإن كان تذكاريًا، يعني فعليًا أن ترامب يدخل جيوب الأمريكيين مجددًا، ولكن عبر الاقتصاد هذه المرة لا السياسة.

عوائد مالية تتجاوز مئات المليارات

وبحسب خبراء الاقتصاد، فإن إصدار مثل هذه العملات التذكارية غالبًا ما يحقق عوائد مالية مرتفعة من خلال الإقبال الشعبي على اقتنائها كمقتنيات تاريخية، خاصة من أنصار ترامب الذين يشكلون قاعدة اقتصادية ضخمة داخل السوق الأمريكي.

وتشير التقديرات الأولية إلى أن المبيعات المحتملة قد تتجاوز مئات الملايين من الدولارات إذا تم اعتماد التصميم رسميًا، نظرًا للرمزية الكبيرة التي تحملها.

مخالفة للتشريعات

في المقابل، تواجه وزارة الخزانة تحديات قانونية، إذ يمنع القانون الفيدرالي استخدام صور أشخاص أحياء على العملات الرسمية، لكن المسؤولين يدرسون الالتفاف على هذا الشرط عبر تصنيف العملة الجديدة كعملة تذكارية محدودة الإصدار، ما يمنحها بعدًا قانونيًا خاصًا يسمح بتداولها ضمن نطاق محدود دون مخالفة التشريعات.

ولكن ترامب نفسه كان قد وقّع خلال ولايته الأولى عام 2020 قانونًا يسمح بإصدار عملات رمزية احتفالًا بالذكرى التاريخية لتأسيس الولايات المتحدة، وهو ما يمنح المشروع غطاءً تشريعيًا قويًا.

انتعاش لشركات السك والنقوش الأمريكية

وعلى جانب آخر، يرى محللون في وول ستريت أن هذه الخطوة تحمل تأثيرًا رمزيًا على الأسواق، إذ تُعيد تسليط الضوء على الاقتصاد الشعبوي الذي ارتبط بعهد ترامب، وتعزز من قيمته لدى المستثمرين المحافظين، كما يتوقع أن تشهد شركات السك والنقش الأمريكية انتعاشًا قصير المدى بفضل زيادة الطلب على العملة الجديدة، سواء من داخل البلاد أو من جامعي العملات حول العالم.