رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

إيرادات بالمليارات.. النقل الأخضر استثمار استراتيجي يحقق عوائد اقتصادية ضخمة لمصر

القطار السريع
القطار السريع

تبرز مشروعات النقل المستدام مثل المونوريل، القطار الكهربائي السريع، والأتوبيسات الترددية كخطوة استراتيجية لا تقتصر على تحسين منظومة النقل فقط، بل تتجاوزها لتشمل تحقيق عوائد اقتصادية ضخمة، وتحريك عجلة التنمية العمرانية، وتقليل التلوث البيئي.

مشروعات عملاقة لخدمة السياحة

وحرصت الدولة على إنشاء مشروعات نقل عملاقة للربط بين المناطق السياحية، بما يتيح للسائح تنوع البرامج السياحية في الرحلة الواحدة، بما تتضمنه من سياحة ثقافية وشاطئية ودينية وتاريخية، بجانب الأهمية الكبيرة للخطين في خدمة أهداف التنمية العمرانية المستدامة وإعادة توزيع السكان وخلق محاور تنمية جديدة.

الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، كشف في تصريحات سابقة، أن الخط الثاني من شبكة القطار الكهربائي السريع سوف يحقق العديد من الميزات الاقتصادية للدولة، من خلال الربط مع المناطق اللوجستية بكل من: فرشوط، ونجع حمادي، وقنا، وتوشكي. 

القطار الكهربائي 
القطار الكهربائي 

وكشف الوزير، أنه جار حاليا تدقيق الربط مع المناطق اللوجستية الأخرى على طول مسار الخط، لافتا في السياق نفسه إلى أن المدن الجديدة والمخططة التي يخدمها الخط الثاني  من شبكة القطار السريع تشمل (بني سويف الجديدة – الفيوم الجديدة – الفشن الجديدة – المنيا الجديدة – ملوي الجديدة – أسيوط الجديدة – مدينة ناصر بأسيوط – سوهاج الجديدة – أخميم الجديدة – غرب قنا الجديدة – قنا الجديدة – طيبة الجديدة – الأقصر الجديدة – أسوان الجديدة – توشكي)، كما سيعزز الربط مع محافظة الوادي الجديد من خلال محطة فرشوط  والتي تتبادل الخدمة مع خط سكة حديد أبو طرطور.

خلق قيمة اقتصادية

خبراء الاقتصاد تحدثوا مع موقع تفصيلة حول أهمية مشروعات النقل الأخضر، في البداية قال الدكتور سيد خضر، الخبير الاقتصادي، إن اتجاه الدولة لمشروعات النقل الأخضر يعكس رؤيتها واستراتيجيتها الشاملة حول هذا الأمر، ولا يتم النظر إلى العائد، بل تهدف إلى خلق قيمة اقتصادية وبيئية مضافة.

وأشار خضر، إلى أن ارتفاع تكلفة هذه المشروعات لا يعني أنها عبء على الدولة أو المواطن، فبرغم أن أسعار التذاكر قد تبدو مرتفعة نسبيًا، فإنها في الحقيقة أقل على المدى الطويل مقارنة بالاعتماد على وسائل النقل التقليدية التي تستهلك وقتًا أطول وتؤثر سلبًا على البيئة.

إيرادات بمليارات الجنيهات

وأوضح الخبير الاقتصادي أن العائد الاقتصادي لهذه المشروعات سيكون ضخمًا، حيث يحقق الخط الثالث لمترو الأنفاق على سبيل المثال إيرادات يومية تتراوح بين 20 و30 مليون جنيه، نتيجة الإقبال الكبير، وبالمثل من المتوقع أن يحقق المونوريل والقطار الكهربائي السريع إيرادات بمليارات الجنيهات سنويًا عند التشغيل الكامل، بفضل استيعابهما لملايين الركاب.

المونوريل
المونوريل

ولفت خضر، إلى أن القيمة المضافة لا تقتصر على الإيرادات المباشرة، بل تمتد إلى خفض تكاليف التشغيل، وتحسين جودة الهواء، وتقليل الانبعاثات الكربونية، بما يتماشى مع التوجه العالمي نحو الاستثمارات الخضراء.

دفع التنمية العمرانية

ومن جانبه، أكد الدكتور أحمد سعيد، الخبير الاقتصادي، أن مشروعات النقل الأخضر ليست مشروعات ذات عائد مباشر من بيع التذاكر، بل هي أدوات لدفع التنمية العمرانية وتحريك الاستثمارات في المدن الجديدة.

وأوضح أن مشروعات مثل المونوريل والقطار الكهربائي السريع مرّت عبر مساحات صحراوية تجاوزت 116 كيلومترًا، كانت مناطق غير مأهولة، لكنها اليوم أصبحت مراكز عمرانية جديدة تجذب السكان والمستثمرين.

مشروعات صديقة للبيئة

وأضاف الدكتور أحمد سعيد، أن هذه المشروعات صديقة للبيئة وتعتمد على تكنولوجيا حديثة، وهو ما يجعلها أكثر جذبًا للمستثمرين الدوليين، وأكد أن العمر الافتراضي لهذه المشروعات يمتد لعقود طويلة، على غرار مترو الأنفاق الذي ما زال يعمل بكفاءة منذ إنشائه في الثمانينيات، ما يجعل استثمارات النقل الأخضر من الأصول القومية طويلة المدى.

يعزز من مكانة مصر السياحية

كما أشار الخبير الاقتصادي إلى البعد السياحي لهذه المشروعات، موضحًا أن خط القطار الجديد الذي يربط الغردقة بالعلمين سيمكن السائح من قطع المسافة في ساعتين فقط، بما يعزز من مكانة مصر السياحية ويزيد من تدفق السائحين بين المدن الساحلية.

تم نسخ الرابط