رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

الإرهاق الصامت الذي يهدد القلب: كيف تكتشف ضيق صمام الأبهر مبكرا؟

الإرهاق الصامت
الإرهاق الصامت

قد نميل جميعا إلى اعتبار التعب المستمر أمرًا عاديًا، وربطه بنمط حياة مزدحم أو قلة النوم. 

لكن ماذا لو كان هذا الإرهاق الذي يلازمك يومًا بعد يوم إشارة إلى حالة قلبية خطيرة؟

الشعور بالإرهاق بعد مجهود بسيط، أو ضيق التنفس عند صعود السلالم، أو حتى الدوخة المتكررة، قد تكون أجراس إنذار لحالة تعرف باسم تضيق الأبهر، وهي واحدة من أكثر أمراض القلب خطورة التي تتطور بصمت.

ما هو تضيق الأبهر؟

يوضح الدكتور ديكسيت جارج، استشاري أمراض القلب "تضيق الأبهر هو تضييق في الصمام الأبهري للقلب، يعيق تدفق الدم إلى الجسم. 

تكمن خطورته في أن أعراضه تظهر تدريجيًا، ما يجعل المريض يتجاهلها حتى تصل الحالة إلى مرحلة متقدمة. 

والتشخيص المبكر والعلاج في الوقت المناسب يحدثان فرقًا كبيرًا في حياة المريض."

التعب... العرض الذي يستهان به

التعب واحد من أبرز علامات تضيق الأبهر، لكن المرضى غالبًا لا يعطونه حقه من الاهتمام. 

كثيرون يصفون إحساسهم بالإرهاق حتى بعد نوم عميق، بل يستيقظون متعبين رغم حصولهم على ساعات نوم كافية.

ويفسر الدكتور جارج ذلك قائلًا:"عندما يضيق الصمام الأبهري، يضطر القلب لبذل جهد أكبر لضخ الدم، ما يقلل كمية الأكسجين الواصلة إلى أنسجة الجسم، هذا النقص المستمر في الأكسجين يسبب الإرهاق حتى في أبسط الأنشطة."

دراسة نشرت في مجلة القلب الهندية بينت أن أعراض مثل التعب وضيق التنفس تؤثر بشكل كبير على جودة حياة المصابين بتضيق الأبهر، وأن التدخل الجراحي أدى إلى تحسن ملحوظ في الأداء البدني والصحة العامة.

أعراض أخرى لا يجب تجاهلها

إلى جانب الإرهاق، هناك مؤشرات أخرى قد تنذر بوجود تضيق في الصمام الأبهري:

ضيق في التنفس عند بذل مجهود

آلام أو ضغط في الصدر

دوخة أو إغماء مفاجئ

خفقان القلب

تورم القدمين أو الساقين نتيجة احتباس السوائل

انخفاض القدرة على ممارسة التمارين الرياضية


هل يمكن علاج ضيق الصمام الأبهر؟

يعتمد العلاج على شدة الحالة:

الحالات البسيطة: تتم متابعتها عبر تعديلات في نمط الحياة، مثل ممارسة نشاط بدني خفيف، اتباع نظام غذائي صحي للقلب، والفحوصات الدورية.

الحالات المتوسطة والشديدة: غالبًا ما تستلزم تدخلًا جراحيًا أو عبر القسطرة. من بين الإجراءات الطبية:

استبدال الصمام الأورطي عبر القسطرة (TAVR): إجراء طفيف التوغل يناسب المرضى الأكثر عرضة للخطر.

رأب الصمام الأبهري بالبالون (BAV): لتوسيع الصمام مؤقتًا.

استبدال الصمام الأورطي جراحيًا (SAVR): عملية قلب مفتوح لاستبدال الصمام بصمام ميكانيكي أو بيولوجي.

 

تضيق الأبهر ليس مجرد مرض قلبي؛ بل هو تهديد صامت لجودة الحياة. التعب المستمر أو ضيق التنفس ليست أعراضًا عابرة، بل قد تكون رسائل تحذيرية تستدعي زيارة الطبيب. 

وبفضل التقدم الطبي، لم يعد التشخيص يعني نهاية المطاف، بل بداية لرحلة علاج تمكن المريض من استعادة طاقته وحياته الطبيعية.

تم نسخ الرابط