سقوط أخلاقي وشرعية منحازة للاحتلال.. الأحزاب المصرية تهاجم أمريكا

أدان عدد من الأحزاب المصرية الموقف الأمريكي الأخير في مجلس الأمن، عقب استخدام واشنطن حق النقض "الفيتو"، أمس الخميس، لإسقاط مشروع قرار كان يطالب بوقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار في غزة، ورفع القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية، والإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية.

وأشار حزب الوعي في بيان رسمي إلى أن مشروع القرار حظي بتأييد 14 عضوا من أصل 15، إلا أن الرفض الأمريكي أسقطه، لتكون هذه هي المرة السادسة التي تعرقل فيها واشنطن عبر الفيتو أي مسعى دولي لوقف العدوان الإسرائيلي منذ اندلاعه.

 واعتبر الحزب أن ما جرى لم يكن مجرد خطوة دبلوماسية تقليدية، بل كشف بحسب تعبيره عن "اصطفاف استراتيجي ينزع عن الولايات المتحدة ما تبقى من أقنعة إنسانية"، مؤكدا أن الشعارات الحقوقية التي ترفعها واشنطن ليست سوى غطاء لمصالح ضيقة.

وأضاف البيان أن مجلس الأمن تحول بفعل هذا الفيتو إلى "شاهد صامت على جريمة مكتملة الأركان"، خاصة مع تجاوز عدد الشهداء 70 ألفا، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب ملايين الفلسطينيين الذين يواجهون الجوع والحصار والمرض. 

وشدد حزب الوعي على أن الموقف الأمريكي يمثل سقوطا للشرعية الأخلاقية للنظام الدولي، ويكشف خللا هيكليا في منظومة الأمم المتحدة، داعيا إلى بناء تحالفات عربية وأفريقية ودولية لمواجهة ما وصفه بالانحراف الأممي مؤكداً أن مصر بما تملكه من ثقل سياسي تبقى حجر الزاوية في أي تحرك جاد لحماية الحقوق الفلسطينية.

وفي السياق ذاته أدان المستشار رضا صقر، رئيس حزب الاتحاد، بشدة استخدام الفيتو الأمريكي للمرة السادسة، واصفا إياه بأنه استمرار لسياسة الانحياز المطلق لإسرائيل على حساب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

 وقال صقر إن ازدواجية المعايير الأمريكية باتت مكشوفة أمام العالم، فهي تدعو علنا للتهدئة وحقوق الإنسان، بينما تعرقل في الكواليس كل جهد دولي لوقف العدوان.

وأكد رئيس حزب الاتحاد أن واشنطن لم تعد راعيا للسلام كما تدعي، بل طرفا منحازا في النزاع، ما يتطلب من الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي البحث عن آليات بديلة أكثر عدالة وفعالية داخل المنظومة الأممية لحماية المدنيين.

ودعا في ختام تصريحاته إلى موقف عربي موحد وضاغط، مؤكداً أن الفيتو الأمريكي لن يلغي إرادة الشعوب ولا حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة.