لماذا تخلت ملكة إسبانيا عن تاجها خلال زيارتها لمصر؟

في زيارة رسمية تحمل أبعادا سياسية وثقافية واقتصادية، حل العاهل الإسباني الملك فيليبي السادس والملكة ليتيثيا ضيفين على مصر بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتأتي الزيارة في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط توترات متصاعدة، ما يضفي عليها طابعا استثنائيا يتجاوز البروتوكولات التقليدية.
لكن أكثر ما لفت الأنظار لم يكن فقط أجندة اللقاءات والمنتديات، بل قرار الملكة ليتيثيا التخلي عن ارتداء تاجها احتراما للطابع الجمهوري المصري، مفضلة الظهور بإطلالات بسيطة وأنيقة تعكس مزيجا من الذوق الإسباني والثقافة المحلية، خطوة رمزية بدت وكأنها رسالة صامتة بليغة حول روح الزيارة ومغزاها.
أجندة الزيارة
وأشارت صحيفة إنفوباى إلى أن الزيارة تشمل لقاء الجالية الإسبانية في القاهرة، والمشاركة في مراسم تكريم عند نصب الجندي المجهول، إلى جانب الاستقبال الرسمي في قصر الاتحادية الذي يتخلله غداء دولة بدلًا من مأدبة العشاء التقليدية، وعلى الصعيد الاقتصادي، سيشارك الملك في افتتاح المنتدى المصري–الإسباني لتعزيز التعاون الاستثماري.
بعد ثقافي ورمزي
من المرتقب أن تعود العائلة المالكة الإسبانية إلى القاهرة في نوفمبر المقبل للمشاركة في افتتاح المتحف المصري الكبير، المشروع الذي يُنتظر أن يصبح مركزًا عالميًا للآثار ورمزًا لمصر الحديثة، ووصفت صحيفة الدياريو الإسبانية هذه الخطوة بأنها إضافة مهمة لتعزيز العلاقات الثنائية، خصوصًا في ظل أزمات الشرق الأوسط.
رسائل سياسية واضحة
الزيارة لا تقتصر على بعدها البروتوكولي؛ فالصحف الإسبانية اعتبرتها تعبيرًا عن موقف مدريد من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، إذ شددت على أن إسبانيا لا تتجاهل ما يجري في غزة، بل تسعى للمشاركة في جهود الوساطة عبر القاهرة، كما أبرزت اللقاء المرتقب بين الملك فيليبي السادس والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط كخطوة تعكس رغبة مدريد في توسيع تعاونها مع العالم العربي.
تاج غائب ورسالة حاضرة
تخلي الملكة ليتيثيا عن التاج كان بحد ذاته فعلًا دبلوماسيًا، يجسّد ما يمكن وصفه بـ"دبلوماسية التواضع". فالإطلالات البسيطة والاختيارات الهادئة عكست رغبة العائلة المالكة في التقرّب من الناس واحترام تقاليد البلد المضيف، بعيدًا عن الاستعراض الملكي.