رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

الماء سلاح ذو حدين.. هل الإكثار منه يضر الكلى؟

هل شرب الكثير من
هل شرب الكثير من الماء يضر بالكلى؟

الماء هو أساس الحياة، ولا يمكن لأي كائن حي الاستغناء عنه، لكن كما هو الحال مع كل شيء، فإن الاعتدال هو المفتاح. 

فبينما يعد الجفاف تهديدًا مباشرًا للصحة، فإن الإفراط في شرب الماء أو ما يعرف بـ "فرط الترطيب"، يمثل خطرًا لا يقل خطورة، وغالبًا ما يمر دون ملاحظة. 

يستعرض موقع تفصيلة ما هي الكمية الآمنة من الماء يوميًا؟ ومتى يتحول الترطيب الصحي إلى عبء ضار على الجسم؟

الكلى.. أكثر من مجرد "مرشح طبيعي"

لا تعمل الكليتان فقط كـ"مرشحات" لتخليص الجسم من الفضلات، بل هما منظمتان أساسيتان للتوازن الداخلي. 

فوظيفتهما الحقيقية تكمن في ضبط مستويات الماء والأملاح والمعادن داخل الدم بحسب Times of india. 

وعندما يفرط الإنسان في شرب الماء، تنخفض مستويات الصوديوم بشكل خطير، وهي حالة تعرف بـ نقص صوديوم الدم. حينها تجبر الكليتان على العمل بطاقة إضافية، فيختل التوازن الدقيق للسوائل داخل الجسم، وهو ما قد يؤدي إلى مشكلات صحية غير متوقعة.

على عكس الاعتقاد الشائع بأن "8 أكواب يوميًا" تكفي كل شخص، فإن احتياجات الترطيب تختلف من فرد إلى آخر.

 عوامل مثل العمر، مستوى النشاط البدني، الحالة الصحية، وحتى المناخ، تلعب دورًا كبيرًا في تحديد كمية الماء المناسبة.

في الظروف الطبيعية، تستطيع كلى البالغ السليم معالجة ما بين 0.8 لتر إلى لتر واحد من الماء في الساعة. 

أما تجاوز هذه الكمية في فترة زمنية قصيرة فقد يُرهق الجسم. وتشير الأبحاث إلى أن 2.5 – 3.5 لتر يوميًا من إجمالي السوائل (من الماء والأطعمة الغنية بالماء) تُعتبر كمية مناسبة لمعظم الأشخاص.

عندما يصبح شرب الماء خطرًا

فرط الترطيب لا يعني فقط الذهاب المتكرر إلى الحمام. 

ففي الحالات الشديدة، قد يؤدي إلى تورم الدماغ، أو الإصابة بالغثيان، والارتباك، بل وحتى النوبات الصرعية. 

ويلاحظ هذا بشكل خاص بين الرياضيين الذين يتناولون كميات هائلة من الماء لتعويض السوائل، دون موازنة الإلكتروليتات المفقودة أثناء التمارين الشاقة.

أما الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة في الكلى أو القلب، فإن الإفراط في شرب الماء قد يفاقم حالتهم، حيث يزيد من احتباس السوائل، تقلبات ضغط الدم، والتورم العام.

ليس من الضروري أن يكون الترطيب قائمًا على شرب الماء فقط، فالأطعمة الغنية بالماء مثل الخيار، البطيخ، البرتقال، توفر سوائل ومعادن مهمة في آنٍ واحد. 

كذلك يعد ماء جوز الهند، اللبن الرائب، وأنواع الشاي العشبي مصادر غنية بالإلكتروليتات التي لا يحتويها الماء العادي.

كما أن توزيع شرب الماء على مدار اليوم يقلل من الضغط على الكليتين، مقارنةً بتناول كميات كبيرة دفعة واحدة، وحتى درجة حرارة الماء تؤثر؛ فالماء الفاتر أو بدرجة حرارة الغرفة يمتص بسهولة أكبر من الماء البارد جدًا، الذي قد يبطئ من الامتصاص الفوري.

التخلص من سموم الماء

في لقاءات مع أشخاص جربوا ما يعرف بـ "تحديات التخلص من سموم الماء"، قال كثيرون إنهم شعروا بـ الإرهاق والانتفاخ والدوخة بدلاً من الحيوية والنشاط.

 هذه التجارب تعكس حقيقة مهمة: الترطيب ليس سباقًا أو منافسة، بل هو عملية طبيعية يُحددها الجسم وفق احتياجاته الخاصة. والكلى، بعملها اليومي الصامت، تؤكد أن التوازن هو السر.

الماء نعمة لا غنى عنها، لكن الإفراط فيه قد يحول النعمة إلى خطر.

 وكما أن قلة الماء تهدد الصحة، فإن زيادته بشكل مفرط تهددها أيضًا. 

الحل لا يكمن في اتباع قاعدة جامدة، بل في الاستماع إلى إشارات الجسم، ومراعاة الظروف الفردية، والحرص على التوازن.

تم نسخ الرابط