رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

بوتين من «ساروف».. رسالة ردع نووية جديدة

بوتين
بوتين

من قلب مدينة ساروف المغلقة، التي تعد رمزًا للتاريخ النووي السوفياتي، اختار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يوجه رسالة ردع جديدة إلى العالم، مؤكدًا أن علماء بلاده نجحوا في بناء ما وصفه بـ«الدرع النووي القوي» لروسيا.

تكريم العلماء النوويين

خلال زيارته للمركز النووي الفيدرالي الروسي – معهد أبحاث الفيزياء التجريبية التابع لشركة «روساتوم»، منح بوتين وسام «العمل الشجاع» لعدد من العاملين بالمؤسسة.

وقال إن «روسيا رائدة في مجال العلوم والتكنولوجيا المتعلقة بالاندماج النووي الحراري»، مشيرًا إلى أن الابتكارات النووية الروسية لا تقتصر على المجال العسكري فقط، بل تُستخدم في «مجموعة واسعة من التطبيقات المدنية والتكنولوجية».

تطوير الترسانة ومنع «تقويض التوازن»

وفي كلمته أمام العاملين في الصناعة النووية، شدد بوتين على أن موسكو لن تسمح بتقويض توازن القوى العالمي، متعهدًا بمواصلة تطوير الترسانة النووية بما يتناسب مع «التحديات الجديدة».

وأضاف أن التقدم التقني الروسي يضمن «تفوقًا استراتيجيًا» يمنع الغرب من فرض إرادته على روسيا. 

كما ربط ذلك بمشاريع كبرى مثل تطوير «الطريق البحري الشمالي»، الذي يُنظر إليه باعتباره جزءًا من ممر النقل عبر القطب الشمالي.

«النخب المعادية» لا الشعوب

بوتين أكد في خطابه أن روسيا «لا تعتبر أي دولة عدوًا»، وإنما تواجه «نخبًا معادية» في بعض البلدان، على حد وصفه.

واتهم الغرب بتزييف الحقائق عبر الدعاية، وقال: «إنهم يتناسون أنهم بدأوا الحرب عام 2014 عندما استخدموا الدبابات والطائرات ضد المدنيين في دونباس، ونحن نبذل قصارى جهدنا لوقفها».

«ساروف».. القلب السري للبرنامج النووي

اختيار بوتين لمدينة ساروف حمل دلالة واضحة. فالمدينة، التي عُرفت سابقًا باسم «أرزاماس-16»، كانت مهد أول سلاح نووي سوفياتي في أربعينيات القرن الماضي.

ويعد المركز النووي الفيدرالي الروسي جزءًا من مجمع «روساتوم»، وتأسس عام 1946 لتنفيذ المشروع النووي السوفياتي، حيث طُورت فيه أولى القنابل الذرية والهيدروجينية المحلية الصنع.

وحتى اليوم، تبقى ساروف مدينة مغلقة لا يدخلها إلا بتصريح خاص، محافظة على موقعها كقلب الأبحاث النووية الروسية.

رسالة مزدوجة للداخل والخارج

من خلال ظهوره في هذه المدينة الرمزية، بعث بوتين برسالة مزدوجة: طمأنة الداخل الروسي بقدرة الدولة على حماية أمنها القومي عبر بنية علمية وصناعية متجددة، وتحذير الخصوم في الغرب من أن موسكو لا تزال لاعبًا رئيسيًا في سباق التسلح النووي.

ويأتي هذا الاستعراض في وقت يتزايد فيه الحديث داخل الغرب عن ضرورة «إضعاف روسيا استراتيجيًا»، وهو ما تعتبره موسكو تهديدًا وجوديًا.
 

تم نسخ الرابط