رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

شرب الماء.. حائط الصد الأول في الوقاية من التهابات المسالك البولية

شرب الماء
شرب الماء

تصنف التهابات المسالك البولية ضمن أكثر أنواع العدوى البكتيرية شيوعًا على مستوى العالم، وتصيب النساء على نحو خاص أكثر من الرجال بسبب طبيعة التركيب التشريحي للجهاز البولي الأنثوي. 

يستعرض موقع تفصيلة أسباب الإصابة  بالتهابات المسالك البولية وطرق علاجها والوقاية منها 

 الوقاية من التهابات المسالك البولية

وتحدث هذه الالتهابات عند دخول بكتيريا ضارة غالبًا من نوع الإشريكية القولونية  إلى الجهاز البولي لتبدأ في التكاثر داخل المثانة أو الإحليل، وقد تمتد في الحالات الشديدة إلى الكلى، مسببة مضاعفات تستدعي تدخلاً طبيًا عاجلًا.

أعراض التهابات المسالك البولية لا ينبغي تجاهلها

غالبًا ما تبدأ الأعراض بشكل بسيط لكن مزعج، أبرزها: حرقة أثناء التبول، الحاجة المتكررة لدخول الحمام مع خروج كميات قليلة من البول، آلام في منطقة الحوض أو أسفل البطن، بالإضافة إلى تغيّر رائحة البول أو تحوّله إلى لون عكر.

 وفي حال تطور الالتهاب إلى الكليتين، قد تظهر أعراض إضافية مثل الحمى والقشعريرة وألم في الخاصرة.

أهمية الترطيب في العلاج والوقاية من التهابات المسالك البولية 

 

يلعب الماء دورا جوهريا في حماية صحة الجهاز البولي، إذ يعد البول وسيلة طبيعية يعتمد عليها الجسم لطرد السموم والميكروبات. 

وعندما يشرب الشخص كميات كافية من الماء، يزداد معدل إدرار البول، وهو ما يُساعد على تنظيف المثانة باستمرار ومنع البكتيريا من الاستقرار على بطانتها أو التكاثر فيها.

هذه الخطوة البسيطة تسهم في التخفيف من شدة الأعراض خلال فترة العدوى، كما تُقلّل من احتمالات تكرارها مستقبلًا، خاصة لدى النساء اللواتي يعانين من التهابات المسالك البولية بشكل متكرر.

الدليل العلمي على فعالية شرب الماء

نشرت مجلة JAMA Internal Medicine دراسة طبية أُجريت على مجموعة من النساء اللواتي عانين من التهابات المسالك البولية المتكررة. 

وأظهرت النتائج أن إضافة 1.5 لتر من الماء يوميًا إلى نظامهن المعتاد خفّض معدل الإصابة بنسبة وصلت إلى 50% خلال عام واحد.

و لم يقتصر الأمر على ذلك فحسب، بل انخفضت كذلك حاجتهن إلى المضادات الحيوية، وحصلن على فترات أطول خالية من الأعراض المزعجة.

وتعتبر هذه الدراسة من أبرز الأدلة العلمية التي تؤكد أن زيادة الترطيب لا يُعد مجرد عادة صحية عامة، بل استراتيجية وقائية فعالة ضد التهابات الجهاز البولي.

الكمية الموصى بها من الماء أثناء العدوى

تختلف حاجة كل شخص للسوائل بحسب وزنه، ومستوى نشاطه البدني، وحالته الصحية العامة. لكن التوصيات الطبية تُشير إلى ضرورة تناول ما يتراوح بين 1.5 و2 لتر يوميًا ما يعادل 6 إلى 8 أكواب

وخلال فترة الإصابة بالتهاب المسالك البولية، يُنصح بزيادة هذه الكمية لتصل إلى 2 – 2.5 لتر يوميًا، ما لم يمنع الطبيب ذلك لأسباب خاصة مثل أمراض الكلى أو القلب. 

ومن المهم توزيع شرب الماء على مدار اليوم بدلًا من تناول كميات كبيرة دفعة واحدة، لتجنّب الانزعاج والحفاظ على تدفق منتظم للبول.

ويعتبر البول الفاتح والمتكرر مؤشرًا واضحًا على أن الجسم في حالة ترطيب جيدة، وهو ما يعكس نجاح الجهود المبذولة لطرد البكتيريا.

الماء وحده لا يكفي دائمًا

ورغم الأهمية الكبيرة لشرب الماء في تخفيف الأعراض والوقاية، إلا أن الاعتماد عليه فقط لا يُعتبر علاجًا شافيًا في جميع الحالات. 

فالتهابات المسالك البولية قد تتطلب تدخلاً دوائيًا، خاصة عند تكرارها أو انتقالها إلى الكليتين.

و يأتي دور المضادات الحيوية التي يصفها الطبيب بعد التشخيص الدقيق، لضمان القضاء التام على البكتيريا المسببة.

متى يجب مراجعة الطبيب فورًا؟

ينبغي عدم التهاون مع أعراض التهاب المسالك البولية، خصوصًا إذا ظهرت إحدى العلامات التالية:

استمرار الأعراض لفترة طويلة رغم زيادة شرب الماء.

ارتفاع في درجة الحرارة أو قشعريرة متكررة.

آلام شديدة في أسفل الظهر أو الخاصرة.

ظهور دم في البول.


ففي مثل هذه الحالات، يكون التدخل الطبي ضرورة ملحة لتفادي المضاعفات التي قد تطال الكليتين وتؤثر على الصحة العامة.

تم نسخ الرابط