من شعار "الموت لإسرائيل" إلى صفقات المليارات.. الوجه الخفي لعلاقة الإخوان بتل أبيب

رغم عقود من الشعارات الصاخبة عن «المقاومة» و«العداء الأبدي» لإسرائيل، تكشف الحقائق أن جماعة الإخوان تعيش اليوم أزمة تسريبات تفضح وجهها الخفي، فخلف ستار الهتافات وحرق الأعلام، تدور صفقات مالية معقدة جمعت قيادات التنظيم الدولي بشركات إسرائيلية في مجالات حساسة، من البناء والاتصالات إلى الذهب والماس في أفريقيا.
قال الدكتور ثروت الخرباوي، الكاتب والمفكر والخبير في شؤون الجماعات الإرهابية، إن ما يُرفع من شعارات إخوانية ضد إسرائيل لا يعدو كونه واجهة مضللة، بينما الحقيقة أن الجماعة نسجت شبكة مصالح اقتصادية متشابكة مع شركات إسرائيلية على مدار سنوات، مؤكدا أن هذه العلاقات بدأت منذ عقود عبر يوسف ندا، أحد أبرز أذرع التنظيم الاقتصادي في أوروبا، الذي ارتبطت شركاته بصفقات مباشرة مع مؤسسات استثمارية إسرائيلية نشطة في بناء المستوطنات بالضفة الغربية والقدس الشرقية.
وأضاف الخرباوي في حديثه، أن اسم إبراهيم الزيات برز لاحقًا كواجهة جديدة للتعاون غير المعلن، خاصة عبر استثمارات في مجال الاتصالات والتقنيات الرقمية، مؤكدًا أن الزيات عقد شراكات مع شركات إسرائيلية كبرى مثل «بيزك» و«بارتنر»، فضلًا عن تواصله مع مراكز بحثية وإعلامية في تل أبيب لتدريب كوادر إخوانية على الإعلام الرقمي والأمن السيبراني.
وأشار الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية إلى أن هذه الشبكات لم تتوقف عند حدود أوروبا، بل امتدت إلى أفريقيا حيث توسع نشاط التنظيم في الذهب والألماس من خلال تحالفات مع شركات إسرائيلية كبرى تعمل في مجال استخراج المعادن النفيسة، وعلى رأسها شركات مرتبطة بالملياردير الإسرائيلي بيني شتاينميتز.
وأكد الخرباوي أن ما يجمع بين الإخوان وإسرائيل ليس العداء كما تدّعي الشعارات، وإنما لغة المصالح والمال، موضحًا أن التنظيم يتجه حيث توجد الثروة، وأن «المال والحكم» هما القبلة الحقيقية للجماعة، حتى وإن كان الطريق إليها يمر عبر تل أبيب.
وهكذا تتكشف صورة معقدة لعلاقات لا تُرى بالعين المجردة، لكنها موجودة في عمق المصالح الاقتصادية العالمية، جماعة رفعت لسنوات شعار «الموت لإسرائيل» بينما كانت أموالها تُضَخ في شركات إسرائيلية وتغذي استثماراتها