الفضة تحقق مكاسب قياسية محليا وعالميا.. هل يستمر الصعود؟
عادت الفضة لتتصدر المشهد في أسواق المعادن خلال الأسبوع الماضي، بعدما سجلت واحدة من أقوى موجات الصعود منذ سنوات، مدفوعة بمزيج من العوامل الاستثمارية والصناعية، في وقت تتزايد فيه المخاوف من نقص المعروض عالميًا.
ولم يقتصر الأداء اللافت للمعدن الأبيض على البورصات العالمية فقط، بل امتد بقوة إلى السوق المحلي، ليؤكد أن الفضة باتت لاعبًا رئيسيًا في معادلة التحوط والاستثمار خلال المرحلة الراهنة.
صعود قوي في السوق المحلي
وشهدت أسعار الفضة في السوق المصري ارتفاعًا ملحوظًا، حيث حقق المعدن مكاسب أسبوعية تجاوزت 7%، وسط طلب متزايد من جانب المستثمرين والأفراد.
وارتفع سعر جرام الفضة بنحو 5.5 جنيهات خلال أسبوع واحد، حيث صعد عيار 800 من مستوى 74.5 جنيهًا إلى 80 جنيهًا.
كما سجل جرام الفضة عيار 925 نحو 92.5 جنيهًا، بينما لامس عيار 999 مستوى 100 جنيه، واستقر سعر جنيه الفضة عند 740 جنيهًا، في دلالة واضحة على قوة الطلب المحلي.

مستويات تاريخية عالميًا
وعلى الصعيد العالمي، واصلت الفضة تحقيق مكاسب قوية في البورصات الدولية، بعدما قفزت الأوقية بنحو 6.4% خلال أسبوع.
وارتفعت الأسعار من 58.27 دولارًا في بداية التعاملات، لتسجل مستوى تاريخيًا عند 65 دولارًا للأوقية، قبل أن تغلق قرب 62 دولارًا، مدعومة بزخم شرائي واسع وتحركات استثمارية مكثفة.
أسباب الصعود القوي
وجاء هذا الصعود مدفوعًا بتزايد الرهانات على خفض أسعار الفائدة الأمريكية، مما عزز جاذبية المعادن النفيسة، إلى جانب استمرار الطلب الصناعي القوي، خاصة من قطاعات الإلكترونيات، والطاقة الشمسية، والرقائق الإلكترونية، وأسهم ذلك في تفوق أداء الفضة على الذهب، مع تراجع نسبة الذهب إلى الفضة إلى 69 نقطة، وهو أدنى مستوى منذ منتصف 2021.

المخزونات وصناديق الاستثمار
ورغم تسجيل زيادات في مخزونات الفضة ببورصتي لندن وكومكس منذ بداية العام، فإن السوق لا يزال شديدة الحساسية لأي اضطراب في المعروض.
وكشفت البيانات عن تنامي الدور الاستثماري للفضة، حيث تمثل صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالفضة نحو 78% من إجمالي المخزونات، مقارنة بـ65% في نهاية 2024، مع تدفقات قوية تجاوزت 900 طن خلال الأسابيع الأخيرة.
هل يستمر الصعود؟
وأشارت توقعات بنوك استثمارية كبرى إلى وجود مساحة لمزيد من الارتفاعات، وإن كانت مصحوبة بتقلبات قصيرة الأجل.
وفي ظل استمرار عجز المعروض العالمي للعام الخامس على التوالي، وتزايد الطلب الصناعي والاستثماري، تبدو الفضة مرشحة للحفاظ على بريقها، كأصل يجمع بين القيمة الاستثمارية والدور الصناعي في آن واحد.





