الفضة تحقق مكاسب قياسية تتجاوز 115%.. هل تتخطى 100 دولار في 2026؟
تحولت الفضة خلال عام 2025 من معدن ثانوي في محافظ المستثمرين إلى نجم أسواق المعادن النفيسة، بعدما سجلت مستويات تاريخية غير مسبوقة، متجاوزة حاجز 62 دولارًا للأونصة.
ولم يأت هذا الصعود من فراغ بل جاء نتيجة مزيج من العوامل الهيكلية والاقتصادية، في مقدمتها اختلال ميزان العرض والطلب، وتسارع الاستخدامات الصناعية، إلى جانب تنامي الإقبال الاستثماري على المعدن الأبيض باعتباره بديلًا أقل تكلفة من الذهب وأكثر جاذبية من حيث العائد.

مكاسب قياسية تجاوزت 115%
وشهدت أسعار الفضة ارتفاعًا تجاوز 115% خلال فترة قصيرة، وهو أداء استثنائي وضعها في صدارة المعادن النفيسة، متقدمة حتى على الذهب الذي يعيش هو الآخر عامًا قويًا.
وهذا الأداء أعاد الفضة إلى دائرة الاهتمام العالمي، سواء من المستثمرين أو من الصناعات التي تعتمد عليها كمكوّن أساسي في عملياتها الإنتاجية.
عجز هيكلي يضغط على السوق
وبحسب تقارير دولية، يعاني سوق الفضة من عجز هيكلي مستمر منذ أكثر من خمس سنوات، نتيجة عدم قدرة الإنتاج العالمي على مجاراة الطلب المتزايد، وهذا الخلل جعل السوق شديدة الحساسية، حيث يؤدي أي تراجع محدود في الإمدادات إلى قفزات حادة في الأسعار، في ظل ضيق البدائل وسرعة امتصاص الكميات المتاحة في السوق.
الطلب الصناعي يقود الارتفاع
ولم يعد الطلب الاستثماري وحده المحرك الرئيسي لأسعار الفضة، بل أصبح الطلب الصناعي في الصدارة، حيث أن الفضة تستخدم على نطاق واسع في صناعات مستقبلية سريعة النمو، مثل الألواح الشمسية، والسيارات الكهربائية، والهواتف الذكية، والرقائق الإلكترونية، إضافة إلى مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، ومع كل توسع تكنولوجي جديد، يزداد الضغط على المعروض، مما يعزز الاتجاه الصعودي للأسعار.

قفزة في الطلب الاستثماري
وشهدت الفضة قفزة في الطلب الاستثماري، خاصة من قبل المستثمرين الذين وجدوا في ارتفاع أسعار الذهب عائقًا أمام الدخول، وبدت الفضة خيارًا أكثر مرونة، حيث تجمع بين انخفاض السعر النسبي وإمكانية تحقيق عوائد أعلى، مما شجع الأفراد والصناديق الاستثمارية على زيادة مراكزهم فيها.
توقعات الأسعار في 2026
وتتجه التوقعات المستقبلية إلى مزيد من التفاؤل، حيث يرى بنك "BNP Paribas"أن الفضة قد تدخل دورة صعود طويلة الأجل، مرشحًا تجاوز الأسعار مستوى 100 دولار للأونصة قبل عام 2026، بدعم من العجز الهيكلي والطلب الصناعي المتسارع.
في المقابل، حذر محللون من تقلبات محتملة على المدى القصير، خاصة إذا تغيرت اتجاهات السيولة أو صدرت بيانات اقتصادية أمريكية مفاجئة، إلا أن الصورة العامة تظل داعمة لاستمرار بريق المعدن الأبيض في الفترة المقبلة.

