القطن السيناوي.. مصر في مصاف الدول الرائدة في مجال الزراعة الصحراوية

شهدت مصر سابقة تاريخية بعد نجاح علماء وباحثي مركز البحوث الزراعية في زراعة القطن لأول مرة في بيئة صحراوية بمدينة الطور بجنوب سيناء، والوصول إلى أعلى إنتاجية وجودة عالية بفضل تقنيات الري الحديث والتسميد الملائم.
نجاح زراعة القطن في طور سيناء
وجاء إعلان وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي عن نجاح تجربة زراعة محصول القطن في صحراء طور سيناء لأول مرة ليكتب فصلًا جديدًا في زراعة المحصول الذي دائمًا ما كان يُزرع في أراضٍ طينية؛ إذ تُعد هذه أول تجارب زراعته في صحراء طور سيناء.
تحقيق الاكتفاء الذاتي
هذا الإنجاز ليس مجرد خبر عابر، بل هو إشارة واضحة أن المستقبل الزراعي في مصر قد لا يقتصر على وادي النيل، بل يمتد ليشمل الصحراء الشاسعة، مما يفتح آفاق جديدة الاكتفاء الذاتي ومكافحة التصحر.
وتكمن أهمية زراعة القطن في البيئة الصحراوية بمصر في عدة جوانب، أبرزها زيادة الإنتاجية الزراعية، وتوسيع الرقعة الزراعية، ومكافحة التصحر، وتوفير فرص عمل، ودعم الاقتصاد الوطني. كما أن زراعة القطن في الصحراء تساهم في تنويع مصادر الدخل وتصدير المحصول للخارج.
مصر على مصاف الدول الرائدة في الزراعة الصحراوية
وتعد زراعة القطن في صحراء جنوب سيناء إنجازا غير مسبوق، يضع مصر في مصاف الدول الرائدة في مجال الزراعة الصحراوية، وهذا النجاح ليس وليد الصدفة، بل نتيجة عمل دوؤب وتخطيط استراتيجي،يهدف إلى تحقيق الأمن الغذائي، والتوسع في الرقعة الزراعية.

والقطن من المحاصيل التاريخية في مصر، حيث يُزرع في مساحات واسعة وبأصناف متعددة منذ سنوات طويلة، وتم خلال العام الحالي زراعة 195 ألف فدان في مختلف المحافظات.
نجاح 6 تراكيب وراثية
وكشفت أحدث التقارير الصادرة عن وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي عن تفاصيل التجربة الجديدة، حيث نجحت التجربة من خلال زراعة 6 تراكيب وراثية هي سوبر جيزة 86، سوبر جيزة 94، سوبر جيزة 97، علاوة على 3 تراكيب وراثية جديدة، حيث تم جني الدورة الأولى من المحصول بعد 127 يومًا من الزراعة، وذلك بسبب ارتفاع درجات الحرارة بجنوب سيناء.
وأكد التقرير أن التجارب الميدانية الناجحة في مدينة الطور، تعد نموذجًا للتعاون المثمر، كما أنه من المخطط تعميم هذا النموذج في محافظات أخرى، وتدريب المزارعين على استخدام أحدث تقنيات الري والزراعة، لضمان تحقيق أعلى إنتاجية وأفضل جودة.
من جانبه أشاد علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي بجهود الباحثين والعلماء بمركز البحوث الزراعية، وعلى رأسهم معهد بحوث القطن، بعد نجاح تجاربهم الميدانية لزراعة القطن في البيئات الصحراوية لأول مرة في مدينة الطور بمحافظة جنوب سيناء.
الاستفادة من التجارب العلمية
وأكد وزير الزراعة أن ذلك يأتي، نتيجة الاستفادة من البحوث والدراسات والتجارب العلمية التطبيقي، والعمل على الاستفادة منها وتطبيقها على أرض الواقع، لافتا إلى أن الجهود المكثفة والتجارب الميدانية أثبتت إمكانية زراعة القطن وإنتاجه بجودة عالية، لأول مرة في بيئة صحراوية، مستفيدة من تقنيات الري الحديث والتسميد الملائم.
وأوضح الوزير، أن البحث العلمي هو قاطرة التنمية الزراعية، لافتا إلى تقديم كافة سبل الدعم للعلماء والخبراء والباحثين من مركزي البحوث الزراعية والصحراء، والمعاهد والمعامل المختلفة، فضلا عن دعم المشروعات البحثية التطبيقية وتوفير كافة التسهيلات للباحثين، بهدف تحويل النتائج المعملية إلى واقع ملموس تعود بالنفع على المزارع والاقتصاد القومي.