وزير الري: لا نملك رفاهية زراعة كل احتياجاتنا من القمح.. ونواجه عجزًا مائيًا لا زراعيًا
أكد الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، أن التوسع الزراعي في الأراضي الصحراوية ليس خيارًا ترفيهيًا بل ضرورة حتمية، في ظل الزيادة السكانية المتسارعة التي تقدر بمليوني نسمة سنويًا، مشددًا على أن "البديل الوحيد هو الاستيراد بالدولار، وهو ما يشكل عبئًا اقتصاديًا كبيرًا".
وقال سويلم، خلال تصريحات متلفزة، إن مصر تعاني من عجز في المياه وليس في الأراضي، مشيرًا إلى أن الدولة تبذل جهودًا ضخمة لتوفير المياه اللازمة للمشروعات الزراعية الكبرى، خاصة في مناطق الدلتا وسيناء.
وأضاف: "لو امتلكنا وفرة المياه الموجودة في أوروبا، لكنا زرعنا كل شبر من الصحراء المصرية"، موضحًا أن أراضي مصر تتمتع بجودة زراعية عالية، ولكن التحدي الحقيقي يكمن في ندرة المياه.
وشدد وزير الري على أن الأمن الغذائي يمثل أحد أعمدة الأمن القومي، مؤكدًا أن الاعتماد الكامل على استيراد الغذاء خطأ استراتيجي، لا سيما أن مصر تعتبر أكبر مستورد للقمح عالميًا منذ عقود، وهو ما يعكس فجوة مائية تحول دون زراعة كامل احتياجات الدولة من المحصول الاستراتيجي.
وفي هذا السياق، استعرض سويلم الآلية التي تعتمدها الحكومة لتوفير المياه للمشروعات الزراعية الجديدة، كاشفًا عن شبكة مصارف مغطاة تحت الأرض تعمل على تجميع مياه الري من أراضي الدلتا، ثم نقلها إلى محطات معالجة متطورة مثل محطة "بحر البقر"، حيث تخضع لمعالجة ثلاثية قبل إعادة استخدامها في ري أراضٍ جديدة، خصوصًا في سيناء.
وختم بالتأكيد على أن مصر أصبحت من أكبر دول العالم في مجال إعادة استخدام المياه، وهو إنجاز استراتيجي يضع البلاد في موقع متقدم عالميًا في إدارة الموارد المائية المحدودة.