رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

“رسوم ترمب” تهدد أسعار الساعات والجبن والشوكولاتة السويسرية

ترامب
ترامب

تواجه سويسرا، موطن بعض أشهر العلامات التجارية الفاخرة في العالم، صدمة تجارية كبرى بعد أن فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسومًا جمركية بنسبة 39% على وارداتها، وهو ما يهدد بقفزات هائلة في أسعار الساعات السويسرية والشيكولاتة والجبن خلال أيام معدودة.

وأثار القرار التنفيذي الذي وقّعه ترامب، الخميس الماضي، والذي شمل 66 دولة من بينها الاتحاد الأوروبي وتايوان، حالة من القلق في الأسواق العالمية، حيث وصفه محللون بأنه اختبار جديد لقدرة الاقتصاد العالمي على الصمود، ولثبات التحالفات الدولية، بحسب ما نقلته شبكة "إيه بي سي" الأمريكية.

وكانت سويسرا قد فشلت في التوصل إلى اتفاق نهائي مع واشنطن، رغم مفاوضات سابقة عقب تهديد ترامب في أبريل الماضي بفرض رسوم بنسبة 31%، ومع دخول القرار حيز التنفيذ الأسبوع المقبل تكون الشركات السويسرية قد وُضعت في قائمة الدول ذات الرسوم الأعلى على الصادرات، إذ لم تسبقها في الارتفاع سوى دول مثل لاوس وميانمار وسوريا بنسبة 40-41%.

وأعربت الرئيسة السويسرية كارين كيلر-سوتر عن صدمتها من القرار، خاصة أنه تزامن مع احتفال البلاد بيومها الوطني، وقالت في مؤتمر صحفي إن الرقم لم يكن متوقعًا بعد أن توصّل المفاوضون إلى اتفاق مبدئي مع إدارة ترامب الشهر الماضي، يبدو أنه لم يحظَ بموافقته النهائية، مضيفة: "سنقوم بتحليل الوضع ومحاولة إيجاد حل، لكن من المؤكد أن هذا القرار سيُلحق ضررًا كبيرًا بالاقتصاد السويسري".

وبحسب مكتب الممثل التجاري الأمريكي، فإن العجز التجاري السلعي للولايات المتحدة مع سويسرا بلغ 38.5 مليار دولار العام الماضي، بزيادة قدرها 56.9% عن عام 2023، ورجّحت كيلر-سوتر أن يكون ترامب قد استند إلى هذا الرقم لتحديد نسبة الرسوم الجديدة، وقالت: "من الواضح أن الرئيس كان يركّز فقط على مسألة العجز التجاري.

ويعد قطاع الساعات السويسرية، المعروف بمنتجاته الفاخرة التي تتراوح أسعارها بين عشرات الآلاف إلى مئات الآلاف من اليوروهات، من أكثر القطاعات تضررًا، وذكر اتحاد صناعة الساعات السويسرية أن قرار ترامب غير عادل، خاصة بعد أن ألغت سويسرا كافة الرسوم الجمركية على الواردات الصناعية منذ بداية عام 2024، ما يضع البلاد في موقف تبادلي غير متكافئ مع الولايات المتحدة.

ووفقًا لبيانات شهر يونيو الماضي، فقد تراجعت صادرات الساعات السويسرية إلى أسواق مثل الولايات المتحدة واليابان وهونج كونج، ما يعكس تحديات إضافية يواجهها القطاع، ولم تصدر أي من عمالقة صناعة الساعات السويسرية مثل "سواتش" و"روليكس" أي تعليقات رسمية على القرار حتى الآن.

أما في قطاع الشيكولاتة، أكد اتحاد منتجي الشيكولاتة السويسرية "شوكوسويس" أن البلاد تصدّر نحو 7% من إنتاجها إلى السوق الأمريكية، وقال روجيه فيرلي، رئيس الاتحاد، إن الأثر الحقيقي للرسوم قد يصل إلى 50% عند احتساب فارق سعر الصرف بين الدولار الأمريكي والفرنك السويسري، مضيفا: "أتوقع أن تخسر صناعتنا عددًا كبيرًا من الزبائن في الولايات المتحدة، وأن تتراجع أحجام المبيعات بشكل كبير".

وأشار فيرلي إلى ضرورة تنويع أسواق التصدير والتوجه نحو أسواق جديدة، لكنه أعرب عن أمله في أن يُقدّر المستهلك الأمريكي جودة الشيكولاتة السويسرية، حتى وإن ارتفع سعرها، قائلا: "حتى لو ارتفعت الأسعار، فإن طعم الشيكولاتة السويسرية يستحق التجربة والاستمتاع بها".

وفيما يخص القطاع الدوائي، أكدت شركة "روش" العملاقة أنها تعمل على ضمان توفير الأدوية والخدمات التشخيصية لعملائها حول العالم، رغم التعقيدات الجديدة الناتجة عن حرب الرسوم، وأضافت الشركة أنها خصصت استثمارات بقيمة 50 مليار دولار في السوق الأمريكية خلال السنوات الخمس المقبلة، ستوفر من خلالها 12 ألف وظيفة، إضافة إلى موظفيها الحاليين الذين يتجاوز عددهم 25 ألفًا في الولايات المتحدة.

من جهتها، صرّحت شركة "نوفارتس"، إحدى أكبر شركات الأدوية في سويسرا، بأنها تدرس القرار التنفيذي الأمريكي، مؤكدة التزامها بتوفير علاجات بأسعار معقولة للمرضى.

تم نسخ الرابط