وعود لـ بن غفير وخطط تنفيذية متسارعة
خطة ترامب تعود للواجهة.. نتنياهو يبدأ خطوات تهجير سكان غزة

أفادت تقارير صحفية إسرائيلية بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغ وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ببدء عملية تهجير واسعة لسكان قطاع غزة خلال أسابيع، في حال تعثرت جهود التوصل إلى صفقة تبادل مع حركة "حماس".
وأشارت صحيفة يديعوت أحرونوت إلى أن نتنياهو عقد سلسلة اجتماعات مكثفة لوضع آليات تنفيذ الخطة، بمشاركة ممثلين عن جهاز "الموساد" ووزارة الخارجية، فيما كشفت الإندبندنت البريطانية تأكيدها لوجود هذا التوجه الإسرائيلي.
وجهة التهجير الجديدة: من غزة إلى الأردن
وبحسب مصادر رفيعة داخل الحكومة الإسرائيلية نقلت عنها الصحف العبرية، فإن التعديل اللافت في الخطة يتمثل في تغيير مسار التهجير، بحيث يتم نقل سكان غزة عبر إسرائيل إلى الأردن، بدلًا من مصر كما كان مطروحًا سابقًا، غير أن القاهرة وعمّان تعارضان بشدة هذا المسار، وتعملان دبلوماسيًا على إحباط أي خطوة من هذا النوع.
خطة ترامب تعود إلى الواجهة
ويأتي هذا التحرك الإسرائيلي بعد شهور من إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في يناير الماضي عن رؤيته لـ"تطهير غزة" من سكانها، عبر إعادة توطينهم في مصر أو الأردن، وتسليم القطاع لاحقًا لإدارة أمريكية تُعيد بناؤه وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".
وقد قوبلت تلك التصريحات برفض حاد من الحكومتين المصرية والأردنية، ومن معظم القادة الإقليميين والدوليين، نظرًا لما تحمله من تهديد صريح لاستقرار المنطقة.
الرفض العربي والفلسطيني: حرب تهجير مرفوضة
السلطة الفلسطينية وصفت خطة التهجير بأنها "امتداد لحرب الإبادة"، واعتبرتها جريمة حرب مكتملة الأركان.
كما أكدت أن غزة جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المنشودة، ولن يكون هناك سلام دون الاعتراف بهذا الحق. وبدورها، تواصل الدول العربية التأكيد على رفضها لأي مساس بوحدة الأرض الفلسطينية أو محاولة فرض تهجير قسري على سكان غزة.
ضغط دبلوماسي مقابل العزلة الدولية
تواجه إسرائيل في المقابل ضغوطًا دبلوماسية متصاعدة، إذ أعلنت حكومات بريطانيا وفرنسا وكندا دعمها لحل الدولتين، وقررت الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، في خطوة تعكس التململ المتزايد من سياسات تل أبيب تجاه القطاع.
أهداف الحرب تتغير: من "القضاء على حماس" إلى "تنفيذ خطة ترامب"
منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر، حدّدت إسرائيل هدفين رئيسيين: إطلاق سراح الرهائن، وتفكيك البنية العسكرية والسياسية لحركة “حماس”، إلا أن تلك الأهداف تطورت لاحقًا، وبات واضحًا أن خطة ترامب للسيطرة على غزة وتحويلها إلى كيان تحت إدارة أمريكية، تمثل عنصرًا جوهريًا في التصور الإسرائيلي لنهاية الحرب.
وفي منتصف مايو الماضي، كانت المرة الأولى التي ربطت فيها إسرائيل علنًا بين إنهاء الحرب وتنفيذ الخطة الأمريكية.
وتشير مصادر مطلعة إلى أن تل أبيب أنشأت بالفعل مديرية خاصة للإشراف على تنفيذ التهجير، وأن الولايات المتحدة بدأت اتصالات مع عدة دول لحضّها على استقبال اللاجئين الغزيين.
غزة بين فكّي التهجير والرفض الدولي
رغم هذه التحركات، تظل العقبة الأكبر أمام الخطة هي الرفض الدولي والإقليمي الصريح، فضلًا عن غياب دول مستعدة لاستضافة المهجّرين، ما يضع المشروع برمته في مأزق عملي وأخلاقي.
وفي الوقت نفسه، تستمر إسرائيل في فرض شروط تعجيزية على من يرغبون في مغادرة القطاع، ما يثير تساؤلات حول جدية الخطة وجدواها.
هل تنجح إسرائيل في فرض "النهاية الأمريكية" لغزة؟
تشير المعطيات إلى أن تهجير سكان غزة لم يعد مجرد مقترح، بل جزءًا من مشروع سياسي أوسع تشترك فيه تل أبيب وواشنطن، ويهدف إلى إعادة تشكيل مستقبل القطاع بالكامل.
ومع تواتر الأنباء عن خطوات تنفيذية مرتقبة، تبقى قدرة الأطراف العربية والدولية على التصدي لهذا المخطط، هي العامل الحاسم في تقرير مصير أكثر من مليوني إنسان يواجهون خطر اقتلاعهم من أرضهم.