توقعات صادمة.. خبراء الاقتصاد يحددون سعر الدولار أمام الجنيه في نهاية 2025

هبط سعر الدولار أمام الجنيه لأدنى مستوى دون مستوى 49 جنيها، داخل البنوك المصرية، وذلك للمرة الأولى خلال عام 2025، في الأسبوع الأخير من شهر يوليو الجاري.
ورجّح خبراء أسباب هذا الانخفاض إلى زيادة تدفقات النقد الأجنبي للبلاد من عوائد السياحة وتحويلات المصريين المقيمين بالخارج.
تراجع كبير في سعر الدولار أمام الجنيه
وانخفض سعر الدولار في مصر خلال تعاملات اليوم الثلاثاء نحو 9 قروش، لتصل قيمة التراجعات خلال تعاملات هذا الأسبوع إلى 29 قرشا حتى الآن، بعد الانخفاض الذي حدث الأسبوع الماضي بنحو 33 قرشا.
سعر الدولار في مصر اليوم بالبنوك الرئيسية
وسجل سعر الدولار في مصر اليوم في عدد من البنوك، من بينها البنك المركزي المصري، نحو 48.73 جنيه للبيع، و48.63 جنيه للشراء، فيما سجل في البنك الأهلي المصري، نحو 48.75 جنيه للبيع و 48.65 جنيها للشراء، وهو نفس السعر المسجل في بنك مصر، وعدد من البنوك الرئيسية.
يقدم موقع "تفصيلة" في هذا التقرير الأسباب التي أدت إلى تراجع الدولار لأدنى مستوياته، وتوقعات خبراء الاقتصاد لأسعار الدولار أمام الجنيه خلال الفترة المقبلة.

أسباب تراجع الدولار أمام الجنيه
التراجعات الكبيرة في أسعار الدولار أمام الجنيه، اعتبرها محللون اقتصاديون مؤشرا إيجابيا على تحسن بعض المؤشرات المالية والاقتصادية في مصر.
توقعات سعر الدولار نهاية 2025
في البداية كشف هاني جنينة، رئيس قطاع البحوث في شركة "الأهلي فاروس"، أن الجنيه المصري في طريقه لمزيد من التحسن، وتوقع أن يصل سعر الدولار مقابل الجنيه في نهاية العام الجاري ما بين 47 و48 جنيها، في حال استمرت المؤشرات الإيجابية على صعيد الاقتصاد الكلي، بالإضافة إلى ضعف الدولار عالميًا.
لماذا ارتفع الجنيه أمام الدولار؟
وأوضح جنينة، أن تراجع الدولار عالميا أمام اليورو، الشريك التجاري الأهم لمصر، يُعد عاملًا داعمًا للجنيه، مشيرًا إلى 3 عوامل رئيسية تقف خلف التفاؤل وتتمثل في زيادة تنافسية الصادرات المصرية، ونمو السياحة الأوروبية، والتي تمثل نحو 60% من إجمالي السياح الوافدين إلى مصر، وتدفقات استثمارية محتملة مع تحرك رؤوس الأموال الأمريكية نحو الأسواق الناشئة للاستفادة من فروق العائد، خاصة مع ضعف الدولار.
وأشار إلى أن صعود الجنيه بنسبة 4% أمام الدولار منذ بداية العام ساهم في تقليل أثر التضخم المستورد، حتى في ظل انخفاض الجنيه أمام اليورو.
تحسن ملحوظ في مصادر العملة الصعبة
أما الدكتور محمد فؤاد، الخبير الاقتصادي، أكد أن التراجع الأخير في سعر صرف الدولار أمام الجنيه المصري يعود إلى تحسن ملحوظ في مصادر العملة الصعبة، على رأسها ارتفاع تحويلات المصريين العاملين بالخارج وزيادة إيرادات قطاع السياحة خلال الفترة الأخيرة.
وأضاف "فؤاد" أن تحرك الدولار لا يتوقف فقط على العوامل المحلية، بل يتأثر أيضًا بتقييمه عالميًا، حيث تراجع مؤشر الدولار (DXY) أكثر من 10% أمام سلة من العملات الرئيسية، بينما لم يتراجع بنفس القوة أمام الجنيه المصري، إذ بلغت نسبة التراجع حوالي 3.5% فقط.
وأشار إلى أن تحسن حجم التدفقات النقدية من الخارج، إلى جانب التوقعات بخفض أسعار الفائدة من جانب البنك الفيدرالي الأمريكي، ساهم في تخفيف الضغط على سعر الصرف محليًا، لكنه شدد على أهمية الاستمرار في دعم المصادر المستدامة للنقد الأجنبي للحفاظ على استقرار السوق.
ربط سعر الدولار بأسعار النفط
وفي هذا السياق، أوضحت الخبيرة الاقتصادية حنان رمسيس، أن سعر الدولار شهد تراجعًا أمام الجنيه المصري، ويعود إلى عوامل سياسية وأخرى خارجية، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تربط سعر الدولار بأسعار النفط، ونظرًا لانخفاض أسعار النفط عالميًا، فقد انعكس ذلك سلبًا على قوة الدولار.
وأشارت أيضًا إلى أن تقلبات أسعار الذهب ساهمت في الضغط على الدولار الأمريكي، بالإضافة إلى أن انخفاض الطلب المحلي وتراجع المضاربات كان لهما تأثير كبير في تخفيف الضغط على سعر صرف الدولار.
لماذا تراجع الدولار أمام الجنيه في مصر؟
الدكتور على الإدريسي الخبير الاقتصادي، أكد في تصريحات خاصة لـ"تفصيلة"، أن هناك مجموعة من الأسباب دفعت أسعار الدولار للتراجع أمام الجنيه، وسط مؤشرات قوية على تحسن وضع السيولة الدولارية وتراجع الضغوط على سوق الصرف.
ورجح الإدريسي تراجع الدولار لهذه الأسباب التي تتمثل في:
- وفرة الدولار داخل الجهاز المصرفي، مع استمرار تدفقات تحويلات المصريين بالخارج، وزيادة عائدات السياحة في موسم الصيف، إلى جانب استقرار صادرات الغاز وقناة السويس.
- ضعف الطلب على الدولار من جانب المستوردين، نتيجة استمرار سياسات ترشيد الاستيراد وتقنين الواردات.
- هدوء المضاربة في السوق الموازية، حيث تراجع النشاط في السوق السوداء دفع الكثير من المتعاملين للعودة إلى القنوات الشرعية، ما خفّض الضغوط على الدولار.
- توقعات باستقرار أو تحسن الجنيه.
- استمرار تأثير اتفاقات التمويل الكبرى
- الإعلان عن استقرار جديد في الاحتياطي الأجنبي.
هل يتراجع الدولار إلى 45 جنيها؟
من جانبه، توقع محمد بدرة، الخبير المصرفي، أن يتحرك الدولار خلال العام الجاري في نطاق 45 إلى 50 جنيهًا، مشيرا إلى أن تقلب سعر الصرف بنسبة تتراوح بين 5% و10% يُعد أمرًا طبيعيًا في سوق حر يخضع لقوى العرض والطلب والعوامل الموسمية.
وأكد أن ارتفاع تدفقات السياحة خلال فصل الصيف، إلى جانب زيادة تحويلات المصريين العاملين بالخارج، دعما الجنيه في الفترة الأخيرة، لكنه شدد على أن استمرار هذا التحسن مرتبط بالسياسات الاقتصادية والمالية خلال المرحلة المقبلة.