يحيى موسى.. من متحدث باسم الصحة إلى أحد أخطر مخططي العمليات الإرهابية في مصر
يُعد يحيى موسى، الطبيب الهارب إلى تركيا، من أخطر القيادات الفاعلة في تنظيم الإخوان الإرهابي، إذ ارتبط اسمه بسلسلة من الجرائم التي استهدفت مؤسسات الدولة المصرية ورموزها، على رأسها اغتيال النائب العام السابق المستشار هشام بركات، إلى جانب محاولة اغتيال قيادات أمنية وتفجير كنائس وسقوط ضحايا مدنيين.
ويرصد "تفصيلة" مسيرة موسى داخل التنظيم، وتحولاته من مسؤول حكومي إلى قيادي ميداني ومخطط إرهابي، بالإضافة إلى الأحكام الصادرة بحقه، ودوره في إعادة إحياء الجناح المسلح للجماعة "حسم".
من الطبيب إلى المتحدث الرسمي
مع وصول الإخوان إلى الحكم عام 2012، تم تعيين يحيى موسى متحدثًا رسميًا باسم وزارة الصحة، في خطوة مثّلت صعودًا لافتًا في مساره المهني داخل الدولة.
لكن هذا الصعود لم يدم طويلًا؛ فمع سقوط حكم الجماعة في 2013، فر موسى إلى تركيا، وهناك بدأ فصلًا جديدًا من العمل السري تحت أسماء حركية شتى مثل: "خطاب"، "صن رايز"، "الدكتور"، و"سعد"، متحولًا إلى أحد أبرز العقول المدبرة للعنف المسلح داخل مصر.
دور محوري في العمليات الإرهابية
أثبتت التحقيقات والأحكام القضائية أن موسى اضطلع بدور محوري في تدبير وتمويل وتنفيذ عدد من العمليات الإرهابية التي هزت البلاد، من أبرزها:
- اغتيال النائب العام السابق المستشار هشام بركات، في 29 يونيو 2015، عبر تفجير استهدف موكبه.
- محاولة اغتيال اللواء مصطفى النمر، مدير أمن الإسكندرية الأسبق.
- تفجير الكنيسة البطرسية في العباسية، وتفجير كنيستي طنطا والإسكندرية، ما أسفر عن عشرات الضحايا من المدنيين.
وأكدت اعترافات المتورطين في هذه القضايا تلقيهم تكليفات مباشرة من موسى، إضافة إلى تنسيقه مع حركة "حسم" المسلحة التي أعاد هيكلتها.
إدانات وأحكام مشددة
منذ عام 2017، توالت الإدانات القضائية بحق يحيى موسى، وأدرج على قوائم الكيانات الإرهابية، وصدرت بحقه عدة أحكام نهائية، منها:
- 22 يوليو 2017: حكم بالإعدام ضمن 28 متهمًا في قضية اغتيال هشام بركات.
- 15 يونيو 2020: حكم بالسجن المؤبد في محاولة اغتيال مدير أمن الإسكندرية.
- 9 ديسمبر 2021: حكم مؤبد في قضية الانضمام إلى جماعة إرهابية وتزوير وتسفير عناصر للخارج.
- 5 ديسمبر 2024: إدراجه مجددًا على قوائم الإرهاب ضمن 15 قياديًا إخوانيًا بقرار من الدائرة الأولى إرهاب.
عقوبات أمريكية واتهامات دولية
في يناير 2025، أدرجت وزارة الخارجية الأمريكية اسم يحيى موسى إلى جانب علاء السماحي على قوائم الإرهاب الدولية، وجرى تجميد ممتلكاتهما وملاحقتهما قضائيًا، في خطوة تعكس تصاعد الضغوط الدولية على القيادات الإخوانية المقيمة في تركيا.
خطط لإعادة إحياء "حسم"
كشفت تقارير وزارة الداخلية أن موسى واصل تنقله بين أنقرة وإسطنبول مستخدمًا جوازات سفر مزورة، فيما تولّى التخطيط لإعادة إحياء نشاط حركة "حسم" وتدريب عناصرها على تنفيذ عمليات نوعية تستهدف منشآت أمنية واقتصادية. وتُشير المعلومات إلى أنه لا يزال يتولى التنسيق مع عناصر داخل مصر بهدف زعزعة الاستقرار وإحداث اضطرابات.
رغم تواجده خارج البلاد، لا يزال يحيى موسى يواجه ملاحقات قانونية داخل مصر وخارجها، في قضايا متعددة أبرزها: تهريب عناصر إخوانية، وتزوير وثائق رسمية، والانضمام إلى تنظيمات إرهابية. ويعد من بين أخطر المطلوبين للأجهزة الأمنية المصرية والدولية حتى اليوم.