أحداث السويداء.. انتشار أمني وتفاهمات محلية تُنهي أسبوعًا من التوتر جنوب سوريا

أعلنت وزارة الداخلية السورية، الأحد، إخلاء مدينة السويداء بالكامل من مقاتلي العشائر، ووقف الاشتباكات التي اندلعت مؤخرًا بين أبناء الطائفة الدرزية والعشائر البدوية، بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ وانتشار قوات الأمن في المدينة.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية، اللواء نور الدين البابا، إن قوات الأمن انتشرت في الأحياء الشمالية والغربية من المدينة، وإنه "تمت استعادة الاستقرار بعد جهود حثيثة بذلتها الوزارة لتطبيق الاتفاق".
اتفاق لوقف النار وتهدئة درزية-بدوية
وكانت الرئاسة السورية قد أعلنت، أمس السبت، دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، في خطوة تهدف إلى احتواء التصعيد الذي شهدته السويداء طوال الأسبوع الماضي.
وفي أول تصريح له بشأن الأزمة، شدد الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع على أن أبناء الطائفة الدرزية "يشكلون ركنًا أساسيًا من النسيج الوطني السوري"، وأنه "لا يجوز محاكمة الطائفة بأكملها بسبب تصرفات فئة قليلة انزلقت في مواقف لا تعبّر عن تاريخها العريق".
تحذير من الفتنة والتقسيم
وأكد الشرع أن سوريا "ليست مجالًا لتجارب الانقسام وإثارة الفتن الطائفية"، محذرًا من لجوء بعض الأطراف إلى "الاستقواء بالخارج واستخدام السويداء كأداة في صراعات دولية".
وأضاف أن "الدولة وحدها القادرة على فرض السيادة والحفاظ على الاستقرار".
اتهامات لإسرائيل بتعقيد المشهد
اتهم الرئيس السوري الانتقالي إسرائيل بتأجيج الأزمة الداخلية، قائلاً إن "التدخل الإسرائيلي، عبر قصف الجنوب السوري ومؤسسات حكومية في دمشق، أسهم في تعقيد المشهد ودفع البلاد نحو مرحلة خطيرة تهدد استقرارها".
انتشار أمني وتسليم السلاح
وبالتوازي مع التصريحات الرسمية، أعلنت وزارة الداخلية السورية بدء انتشار واسع لقوات الأمن في مختلف مناطق السويداء، تنفيذًا لاتفاق مع وجهاء المدينة يتضمن حل الفصائل المسلحة وتسليم السلاح الثقيل، بما في ذلك إدخال عناصر الأمن العام إلى كافة الأحياء.
تل أبيب تهاجم الشرع
من جهته، قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إن "الأقليات في سوريا معرضة للخطر تحت حكم أحمد الشرع"، زاعمًا أن "الأشهر الستة الأخيرة شهدت انتهاكات ممنهجة بحق مكونات المجتمع السوري"، داعيًا المجتمع الدولي إلى ضمان أمن وحقوق الأقليات في سوريا.