بعد غياب 4 أشهر.. أبو عبيدة يتوعد إسرائيل بمعركة استنزاف طويلة ويكشف محاولات أسر جنود

بعد غياب إعلامي دام نحو أربعة أشهر، عاد المتحدث العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، للظهور معلنًا بدء مرحلة جديدة في المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، تقوم على استنزافه وتوجيه ضربات نوعية، تشمل محاولات أسر جنود.
استراتيجية جديدة للحرب
أكد أبو عبيدة، في كلمة مسجلة مساء الجمعة، أن كتائب القسام باتت تعتمد في هذه المرحلة على تنفيذ عمليات نوعية تستهدف الجنود الإسرائيليين، بهدف استنزاف قوات الاحتلال.
وأشار إلى محاولات تمت خلال الأسابيع الأخيرة لأسر جنود، ضمن تكتيكات ميدانية مطورة، تم بناؤها على دروس مستخلصة من أطول مواجهة في تاريخ الشعب الفلسطيني.
وأوضح أن المقاومة نجحت في إيقاع مئات الجنود بين قتيل وجريح، كما تسبب القتال في آلاف الإصابات النفسية بين الجنود الإسرائيليين، منذ استئناف العدوان على القطاع قبل أربعة أشهر.
استراتيجية ممكنة
من جانبه، قال الباحث في الشؤون الأصولية، مصطفى أمين، إن ما أعلنه أبو عبيدة يعكس تحوُّلًا في تكتيكات حماس، خاصة فيما يتعلق بأسر الجنود.
وأضاف أمين، أن تنفيذ مثل هذه الاستراتيجية وارد نظريًا، لكنه معقد للغاية في ظل الوضع الميداني بالغ الصعوبة، مؤكدًا أن الاحتلال يقوم بتدمير مدن كاملة في غزة، كما حدث في خان يونس ورفح.
الطرفان بحاجة لوقف القتال
وأشار أمين إلى أن الطرفين باتا في أمسّ الحاجة لوقف إطلاق النار، موضحًا أن حماس تسعى لوقف دائم وشامل، فيما يريد نتنياهو هدنة مؤقتة لالتقاط الأنفاس وتفادي الملاحقة القضائية.
وأضاف أن الشارع الإسرائيلي يطالب بوقف الحرب بعد فشلها في تحقيق أهدافها: لم يتم تحرير الأسرى، ولا إنهاء حكم حماس، على حد قوله.
تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار
في موازاة التصعيد الميداني، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية وأمريكية عن إحراز تقدم في المفاوضات غير المباشرة.
ونقلت القناة 13 الإسرائيلية عن المبعوث الأمريكي لشؤون الرهائن أن إسرائيل وحماس اقتربتا من اتفاق هدنة.
فيما أفاد موقع أكسيوس، بأن قطر ومصر والولايات المتحدة قدمت مقترحًا محدثًا للطرفين، وأن القاهرة والدوحة وواشنطن وقّعت على المقترح.
أبو عبيدة: حكومة الاحتلال تخلّت عن أسراها
وفيما يتعلق بملف الأسرى، أكد أبو عبيدة أن القسام عرضت أكثر من مرة صفقة تبادل شاملة تشمل إطلاق جميع الجنود الأسرى دفعة واحدة، لكن حكومة نتنياهو رفضت، وهو ما اعتبره تخليًا واضحًا عن جنودها.
تهديد مباشر
وجّه أبو عبيدة تحذيرًا لحكومة الاحتلال من أن استمرار الحرب يعني المزيد من الجنائز في تل أبيب، متهمًا إسرائيل بتلقي دعم عسكري غير محدود من قوى الظلم في العالم، في إشارة إلى الدعم الأمريكي والغربي.
اتهامات بتجنيد عملاء عرب
في رسالة موجهة للداخل الفلسطيني، قال أبو عبيدة إن الاحتلال يحاول تجنيد مرتزقة وعملاء يحملون أسماء عربية، معتبرًا ذلك دليلاً على فشل إسرائيل في كسر المقاومة.
ودعا هؤلاء إلى التوبة والعودة إلى صفوف الشعب الفلسطيني، مشيدًا بمواقف العشائر والعائلات التي تبرأت منهم.