مصر تحذر من خطة إسرائيل لإعادة الانتشار العسكري في غزة

أبدت مصر معارضة قوية للخطة الإسرائيلية المقترحة بشأن إعادة الانتشار العسكري في قطاع غزة، معتبرة أن بقاء قوات الاحتلال في منطقة رفح وإنشاء مدينة خيام للاجئين قرب الحدود يشكلان خطرًا استراتيجيًا قد يستدعي إعادة تقييم اتفاقية السلام بين البلدين، وفق مصادر دبلوماسية.
قلق مصري
أكدت المصادر لـ"تفصيلة"، أن القاهرة ترفض بشكل قاطع أي وجود عسكري إسرائيلي دائم في منطقة رفح، مشيرة إلى أن المقترح الإسرائيلي الخاص بإيواء مئات الآلاف من الفلسطينيين في مخيمات قرب الحدود يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي المصري، ويزيد من خطر الاضطرابات في نقطة تماس حساسة.
تفاصيل الخطة الإسرائيلية
تتضمن الخطة الإسرائيلية – التي نوقشت في محادثات الوساطة الجارية – إبقاء ما يصل إلى 40% من أراضي قطاع غزة، بما فيها رفح، تحت السيطرة الإسرائيلية، مع نقل أعداد كبيرة من المدنيين الفلسطينيين إلى منطقة ضيقة قرب الحدود المصرية.
وتعتبر القاهرة أن مثل هذا الإجراء يؤجج الأزمة الإنسانية ويعرقل جهود وقف إطلاق النار في قطاع غزة المحاصر منذ 7 أكتوبر 2023.
اتفاقية السلام في خطر
وعلى وقع التطورات الأخيرة، لوّحت القاهرة بإعادة النظر في اتفاقية كامب ديفيد، الموقعة بين مصر وإسرائيل عام 1979.
وأكدت المصادر أن الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة تمثل تجاوزًا للخطوط الحمراء، وتُعرض الاستقرار الإقليمي للخطر.
مفاوضات معقدة
تجري مصر وقطر جهود مكثفة للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس برعاية أمريكية، يؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة.
وبحسب المصادر، تصر القاهرة على أن أي تسوية يجب أن تراعي مصالحها الأمنية، في حين أكدت حماس رفضها للمقترحات الإسرائيلية، ووصفتها بأنها محاولة لتكريس السيطرة الإسرائيلية على قطاع غزة وإفشال جهود التهدئة.
مخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية
مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية وسقوط ضحايا مدنيين، تتصاعد التحذيرات من كارثة إنسانية وشيكة في غزة، خاصة إذا ما نُفذت الخطة الإسرائيلية بتركيز أعداد هائلة من المدنيين في مناطق ضيقة.
وعبّرت القاهرة مرارًا وتكرارًا عن قلقها من تصاعد التوترات الأمنية، ما يهدد استقرار منطقة الحدود المصرية الفلسطينية.
وفيما تستمر في جهود الوساطة المصرية بالتنسيق مع قطر والولايات المتحدة، فإن القاهرة لا تخفي رفضها لأي حل يتضمن تهجيرًا فعليًا أو ضمنيًا للفلسطينيين نحو حدودها.
ويتوقف تحقيق تسوية مستدامة للأزمة على مدى استعداد إسرائيل لتقديم تنازلات تحترم الخطوط الحمراء الأمنية لمصر، بالتوازي مع معالجة الأبعاد الإنسانية المتفاقمة للصراع في غزة، وفق المصادر.
وتواصل إسرائيل حرب الإبادة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة منذ أكثر من 21 شهرا بموازاة مفاوضات غير مباشرة تستضيفها قطر حاليًا بين تل أبيب وحماس.
وخلفت الإبادة الإسرائيلية في غزة أكثر من 196 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.