تفاصيل المقترح المصري القطري لوقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا في غزة

كشفت مصادر دبلوماسية، أن مصر كثفت، خلال الساعات الأخيرة، تحركاتها واتصالاتها مع مختلف الأطراف المعنية، بهدف استئناف المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل، بعد تسلم الوسطاء رد الحركة على المقترح الأخير المتعلق بوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقال المصادر لـ"تفصيلة"، إن رد حماس تضمن إشارات إيجابية، إذ وافقت على الدخول في مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل تهدف إلى تثبيت تهدئة مؤقتة لمدة 60 يومًا، ما دفع القاهرة إلى إطلاق سلسلة مشاورات مكثفة لإقناع جميع الأطراف بصيغة نهائية قابلة للتنفيذ.
وفد إسرائيلي إلى الدوحة
وفي المقابل، أفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن وفدًا من الحكومة الإسرائيلية يستعد للتوجه إلى العاصمة القطرية الدوحة لبحث تفاصيل وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن المفاوضات قد لا تتجاوز اليوم والنصف، في ظل زخم دبلوماسي متسارع.
ولم يُعلّق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي من المقرر أن يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن يوم الاثنين، على رد حركة حماس حتى الآن.
وفي الإثناء، اعتبر ترامب أن رد حماس بالإيجاب على مقترح وقف إطلاق النار بالقطاع أمر جيد، مرجحًا إبرام الاتفاق بشأن غزة خلال أيام.
شروط حماس ومطالبها
من جانبها، قدمت حركة حماس -وفق المصادر- مجموعة من المطالب في ردّها على المقترح، أبرزها:
- إنهاء عمل مؤسسة غزة الإنسانية.
- ضمان استمرار المفاوضات عبر الوسطاء خلال فترة التهدئة.
- إعادة تنظيم آلية دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، بما يتسق مع تفاهمات الهدنة السابقة.
وتطالب حماس بضمانات ملزمة بشأن انطلاق مفاوضات سياسية لإنهاء الحرب خلال فترة التهدئة، مع تمديد وقف إطلاق النار تلقائيًا حال عدم التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية المدة.
وساطة مصرية قطرية وضمانات أمريكية
ويتضمن المقترح المصري القطري وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا، بضمانات مباشرة من الرئيس الأمريكي.
ووفق المصادر، يشمل الاتفاق إطلاق حماس، سراح نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء (10 أسرى)، إضافة إلى جثامين 18 أسيرا على 5 مراحل خلال وقف لإطلاق النار يمتد لـ60 يوما.
وفي المقابل، تفرج إسرائيل عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين الذين تحتجزهم، وتنسحب قواتها تدريجيا من مناطق متفق عليها داخل غزة.
- اليوم الأول: إطلاق سراح 8 أسرى أحياء.
- اليوم السابع: تسليم جثامين 5 أسرى.
- اليوم 30: تسليم جثامين 5 آخرين.
- اليوم 50: إطلاق سراح أسيرين أحياء.
- اليوم 60: تسليم جثامين 8 أسرى آخرين.
وينص الاتفاق على أن تُجرى عمليات تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل دون أي مراسم أو استعراضات.
وفي اليوم العاشر، ستقدم حماس معلومات وأدلة تؤكد الوضع الصحي (أحياء أو أموات) للأسرى المتبقين، مرفقة بتقارير طبية.
في المقابل، ستوفر إسرائيل معلومات كاملة عن الأسرى الفلسطينيين من غزة المحتجزين منذ 7 أكتوبر 2023.
وتعتقد إسرائيل أن من بين 50 أسيرًا لدى حركة حماس في قطاع غزة، نحو 20 منهم لا يزالون على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 10 آلاف و400 فلسطيني.
التزامات إنسانية وأمنية
ينص المقترح كذلك على السماح بدخول مساعدات إنسانية بكميات كبيرة وفقًا لاتفاق 19 يناير 2025، وتوزيعها من خلال آليات متفق عليها تشمل الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
كما تلتزم إسرائيل بوقف العمليات العسكرية فور بدء تنفيذ الاتفاق، مع وقف النشاط الجوي والاستخباراتي فوق القطاع لمدة 10 ساعات يوميًا، ترتفع إلى 12 ساعة في أيام إطلاق الأسرى.
انسحابات إسرائيلية
- اليوم الأول: بعد إطلاق 8 أسرى، تنسحب قوات الاحتلال من مناطق محددة في شمال غزة حسب خرائط يتم التوافق عليها.
- اليوم السابع: بعد استلام 5 جثامين، تنسحب إسرائيل من أجزاء من جنوب غزة وفقًا لخرائط يتم الاتفاق عليها.
وسيتولى فريق تقني رسم حدود الانسحاب في إطار مفاوضات سريعة تبدأ بعد التوافق على الإطار العام للاتفاق.
مفاوضات حول وقف دائم لإطلاق النار
تبدأ مفاوضات بشأن وقف دائم لإطلاق النار اعتبارًا من اليوم الأول لتطبيق الاتفاق، وتشمل النقاط التالية:
- استكمال صفقات تبادل الأسرى.
- ترتيبات أمنية طويلة الأمد لقطاع غزة.
- إعلان لوقف دائم لإطلاق النار.
وفي حال التوصل إلى اتفاق، سيتم الإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين المحتجزين من غزة منذ 7 أكتوبر 2023.
الضمانات
يتضمن الاتفاق ضمان التزام ترامب بتنفيذه، كما يتعهد الوسطاء (مصر وقطر) بضمان إجراء مفاوضات جادة خلال فترة وقف إطلاق النار الممتدة لـ60 يومًا.
وإذا اقتضى الأمر، يمكن تمديد فترة التهدئة لضمان استمرار المفاوضات حتى التوصل إلى اتفاق دائم.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة، خلفت نحو 193 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.