تمهيدًا لتسوية شاملة.. مصر تعمل على هدنة مرتقبة في غزة لمدة 60 يومًا

- وزير الخارجية: نتحرك لإرساء تهدئة تتيح الانتقال إلى مرحلة سياسية جديدة
- تفاهم أمريكي متزايد بشأن ضرورة وجود ضمانات لاستدامة وقف النار في غزة
- رسائلنا واضحة بأن الحل العادل للقضية الفلسطينية هو مفتاح الاستقرار
- وقف النار في يناير لم يكن ليتحقق دون تدخل الإدارة الأمريكية
- مصر مستعدة لاستضافة مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة
- سياسة العقاب الجماعي والتهجير القسري مرفوضة تمامًا وتشكل خرقًا للقانون الدولي
- مصر تواصل جهودها لتوسيع الاعتراف بالدولة الفلسطينية
- مصر ستبقى سندًا للفلسطينيين في هذه اللحظة الحاسمة من نضالهم الوطني
تسعى القاهرة بالتنسيق مع شركاء دوليين وإقليميين – في مقدمتهم الولايات المتحدة وقطر – إلى تثبيت هدنة في قطاع غزة تمتد لـ60 يومًا، تشكل نقطة انطلاق نحو تسوية أوسع تشمل إعادة الإعمار، وتقديم ضمانات واضحة لعدم تجدد القتال، وتفعيل مسار حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية.
وأكد وزير الخارجية بدر عبد العاطي، أن مصر تبذل جهودًا متواصلة للتوصل إلى اتفاق هدنة في قطاع غزة لمدة 60 يومًا، تمهيدًا لمرحلة تالية من التسوية السياسية.
وأوضح عبد العاطي، أن الولايات المتحدة وباقي القوى الدولية باتت أكثر اقتناعًا بسلامة الرؤية المصرية، التي تقوم على أن الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي هو جوهر عدم الاستقرار في المنطقة، وأنه لا يمكن تحقيق الأمن والسلام دون حل هذه القضية بشكل عادل وشامل.
رسائل واضحة لإسرائيل
وشدد على أن الرسائل المصرية كانت واضحة للجانب الإسرائيلي، ومفادها أن الأمن والاستقرار لن يتحققا دون معالجة جذرية للصراع مع الفلسطينيين.
وأشار وزير الخارجية إلى وجود تفاهم أمريكي متزايد بشأن ضرورة وجود ضمانات لاستدامة وقف إطلاق النار في غزة.
كما أعرب عبد العاطي عن تقديره لدور الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في دعم التهدئة، مؤكدًا أن التوصل إلى وقف إطلاق النار في 19 يناير لم يكن ممكنًا دون تدخل الإدارة الأمريكية، حتى قبل توليها مهامها رسميًا.
وفي سياق متصل، أكد عبد العاطي موقف مصر الثابت والداعم للحقوق الفلسطينية المشروعة، مشددًا على أن مصر ستبقى سندًا للشعب الفلسطيني، خاصة في هذه المرحلة الحرجة من نضاله الوطني.
جاء ذلك اتصال هاتفي مع وزيرة الخارجية والمغتربين الفلسطينية فارسين أجابيكان، مساء الأحد، هنأها خلاله على تولي منصبها الجديد.
مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة
استعرض وزير الخارجية خلال الاتصال الجهود المصرية لاستئناف وقف إطلاق النار بالتنسيق مع قطر والولايات المتحدة، وتسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
كما أعلن عن نية مصر استضافة مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة، فور التوصل إلى اتفاق تهدئة، بالتعاون مع الحكومة الفلسطينية والأمم المتحدة.
موقف حازم ضد الانتهاكات الإسرائيلية
أدان عبد العاطي العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية، واصفًا سياسات إسرائيل بالعقاب الجماعي والتجويع الممنهج، مؤكدًا أن ما يجري يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.
كما شدد على رفض مصر الكامل لسياسات التهجير القسري، وللاعتداءات المتكررة من قبل المستوطنين على المدنيين الفلسطينيين.
دعم مصري لحل الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية
جدد عبد العاطي التزام مصر بدعم حل الدولتين كسبيل وحيد لتسوية الصراع، مشيرًا إلى أن مصر تواصل جهودها الدبلوماسية لـتوسيع الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية المستقلة، على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
من جانبها، أعربت وزيرة الخارجية الفلسطينية عن تقديرها العميق للدور المصري بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في دعم القضية الفلسطينية، مثمنة جهود القاهرة في إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، ودفع جهود التسوية السياسية الشاملة.
ومنذ 7 أكتوبر 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، نحو 190 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.