كيف تقترب مصر من التحول إلى مركز إقليمي لصناعة المنسوجات والملابس الجاهزة؟
يُعد قطاع الملابس الجاهزة من بين أهم خمس صناعات رئيسية في الاقتصاد المصري، إذ يُسهم بما يتجاوز ربع الناتج الصناعي بنسبة 27%، وذلك وفقًا لتقديرات منظمة العمل الدولية ومؤسسة التمويل الدولية.
مساهمة قطاع الملابس في الناتج المحلي الإجمالي
يسهم قطاع الملابس الجاهزة بنحو 3% من الناتج المحلي الإجمالي، ويُهيمن القطاع الخاص على نحو 90% من هذا القطاع.
ويبلغ عدد الشركات العاملة في صناعة الملابس الجاهزة نحو 6500 شركة، وفقًا لمنظمة العمل الدولية، ويعمل بها نحو 2.5 مليون عامل.
كما تقوم نحو 352 شركة من بين هذه الشركات بالتصدير، وهو ما يمثل حوالي 5.4% فقط من إجمالي الشركات العاملة في القطاع.
دعم قطاع المنسوجات
ويسلط موقع تفصيلة في هذا التقرير تحرك الحكومة المصرية نحو دعم قطاع المنسوجات والملابس الجاهزة كأحد المحاور الاستراتيجية للنمو، وباعتباره مصدر واعد للتصدير وتشغيل الملايين.
عدد المنشآت الصناعية داخل قطاع الملابس الجاهزة
بلغ عدد المنشآت الصناعية في قطاع الملابس الجاهزة، والمسجلة على قاعدة بيانات الهيئة العامة للتنمية الصناعية، نحو 2356 منشأة خلال عام 2023.
وتركز نحو 60.9% من هذه المنشآت، بما يعادل 1435 منشأة، في أربع محافظات، هي:
القليوبية: 452 منشأة.
الشرقية: 382 منشأة.
الغربية: 333 منشأة.
القاهرة: 268 منشأة.
صادرات مصر من الملابس الجاهزة
وبلغت صادرات مصر من الملابس عام 2024 2.8 مليار دولار فقط، بنمو ملحوظ نسبته 18% مقارنة بـ2023،
وتطرق أبواب مصر حاليًا فرصة تاريخية قد تغير خريطة الصناعة والتصدير عالميًا، قادمة من عملاقين في صناعة الملابس: الصين وتركيا.
ويشهد العالم تحولًا ملحوظًا في سلاسل إنتاج المنسوجات والملابس الجاهزة، ومصر اليوم تقف عند مفترق طرق بين تاريخ غني في القطن والمنسوجات ومستقبل واعد كمركز تصنيع عالمي جديد.
مصنع صيني جديد للملابس الجاهزة في مصر
وتخطط مجموعة كريستال مارتن، ومقرها هونج كونج، لإنشاء مصنع خاص بها في مصر، وفق منظومة المناطق الحرة، على مساحة 1.5 مليون متر مربع، ما يوفر 4 آلاف فرصة عمل، مع توطين التقنية الخاصة بها في مصر وإنشاء سلسلة قيمة مضافة مرتفعة الكفاءة تعتمد على المكون المحلي بنسبة تتراوح من 60% إلى 70%.
تحويل مصر مركز عالمي لتصنيع الملابس
تمتلك مصر اليوم كل المقومات اللازمة للتحول إلى مركز عالمي لتصنيع وتداول الملابس الجاهزة، بفضل الطفرة في الطلب على تصنيع المنسوجات والملابس خلال الأعوام الماضية، إلى جانب التحسن الكبير في شبكة الطرق والموانئ التي تربط مراكز التصنيع داخل البلاد بالأسواق المستهدفة خارجيًا، وذلك بتكلفة تنافسية، وفقًا لتصريحات حسام هيبة، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة.
وأشار هيبة إلى أن الهيئة قامت، خلال السنوات الماضية، بدراسة تجارب الدول الرائدة في مجال إعادة تصدير المنسوجات والملابس الجاهزة، إلى جانب الوقوف على احتياجات كبرى العلامات التجارية في هذا القطاع، متوقعًا أن تتحول مصر إلى المركز الإقليمي لصناعة وتداول المنسوجات في منطقة البحر المتوسط خلال عامين.
وأوضح أن عددًا من كبرى العلامات التجارية العالمية ستبدأ في إنشاء مكاتب إقليمية لها في مصر، إلى جانب بدء الإنتاج في العديد من المصانع التي قامت بضخ استثمارات جديدة، والتوسع في المناطق الحرة العامة والخاصة في مدن المنيا، والعلمين الجديدة، والعاشر من رمضان، والسادات، والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مشيرًا إلى الكفاءة الإنتاجية العالية والتنافسية السعرية للمنتج المصري مقارنةً بأسواق المنطقة.
من جانبه، أكد المهندس هاني سلام، رئيس المجلس التصديري للغزل والمنسوجات، جاهزية مصر للتحول إلى المركز الإقليمي لتصنيع وتداول مختلف منتجات الصناعات النسيجية، خاصةً بعد التطور الكبير في البنية التحتية، والانخفاض الملحوظ في مدة الإجراءات الحكومية، لا سيما فيما يخص المناطق الحرة والمنافذ الجمركية، وهو ما يسهل ويُسرّع عمليات الاستيراد وإعادة التصدير.
وشدد سلام على دعم المجلس التصديري للغزل والمنسوجات لجهود الترويج التي تقوم بها الهيئة، لإقناع الشركات العالمية بافتتاح مكاتب ومراكز توزيع لها في القاهرة، ضمن منظومة المناطق الحرة العامة والخاصة، بما يتماشى مع احتياجات هذا القطاع.
نقل جزء من إنتاج شركة "كريستال مارتن" إلى مصر
وفي السياق ذاته، قال دانيال ستوكديل، نائب رئيس شركة "كريستال مارتن" للعمليات، إن الشركة تعتزم نقل جزء كبير من إنتاجها إلى مصر، نظرًا للحوافز الضريبية وغير الضريبية، وسهولة إجراءات التأسيس والتشغيل، بالإضافة إلى توافر العمالة المدربة.
وأضاف أن الإنتاج الفعلي لمصانع الشركة في مصر سيبدأ خلال عامين، بهدف التصدير إلى الأسواق التي تربطها بمصر اتفاقيات تجارية، وعلى رأسها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية.
الرخصة الذهبية لتسريع التشغيل
وأكد أن الشركة تخطط للتقدم بطلب للحصول على الرخصة الذهبية لتسريع عمليات الإنشاء والتشغيل، إذ تستوفي استثمارات الشركة كافة معايير الحصول عليها، بما في ذلك التشغيل الكثيف للعمالة، ونقل التكنولوجيا، والتركيز على التدريب، والتوجه التصديري، وهي معايير تتماشى مع الرؤية التنموية للحكومة المصرية.
ويُقدّر حجم أعمال مجموعة كريستال مارتن السنوي بنحو 2.5 مليار دولار أميركي، وتُصنّع لحساب العديد من العلامات التجارية العالمية مثل ليفايس، وأديداس، ونايكي، عبر مصانعها المنتشرة في الصين وجنوب شرق آسيا.