مؤسسة طابة تنظّم محاضرة عن الروحانية في الإسلام ضمن مبادرة "تزكية وعمارة"

استضافت مؤسسة طابة للأبحاث والاستشارات بالقاهرة، مساء الأربعاء 6 من المحرم 1447هـ الموافق 2 يوليو 2025م، محاضرة فكرية بعنوان "الروحانية في الإسلام"، ألقاها الشيخ الدكتور يحيى رودس، وذلك ضمن فعاليات مبادرة "تزكية وعمارة" التي تنفذها المؤسسة بالتعاون مع مؤسسة "مقاصد"، في حضور نوعي لافت من الشباب المهتمين بالمعرفة الدينية والتزكية الذاتية.
الروحانية بين المفهوم والحقيقة
استهل الدكتور رودس المحاضرة بتعريف عام للروحانية، ثم انتقل لتحديد معناها في السياق الإسلامي، موضحًا أنها ليست مجرد حالة وجدانية، بل سلوك يرتكز على الإخلاص والتقوى ومجاهدة النفس.
وبيّن المحاضر أن الروحانية تنقسم إلى نوعين: حقيقية وزائفة، مشددًا على أن الأولى تقوم على محبة الخير للغير وخدمة الآخرين، بينما الثانية تتمحور حول الأنا وتغذية الشهوات النفسية، مؤكداً أن الروحانية الحقيقية هي التي تتصل بأخلاق النبوة وتسير على هدي الوحي.

مكونات الإنسان والبحث عن الروحانية
وتطرق الشيخ رودس إلى مكونات الإنسان الخمسة، متوقفًا عند "الروح" باعتبارها المحور الأساسي للمحاضرة، إضافةً إلى دور القلب وصلته الوثيقة بالروح في تحقيق التزكية.
وسلط الضوء على سؤال جوهري: لماذا يتعطش الإنسان للروحانية في عصر مادي يطغى عليه الاستهلاك والتسارع؟ مجيبًا بأن الروح تسعى بطبيعتها إلى الاتصال بالمطلق، وتبحث عن السكينة في خضم الفوضى، وهو ما لا يتحقق إلا بالتواصل مع الله عبر طريق النبوة.
الوحي والبوصلة الأخلاقية
من أبرز محاور اللقاء، تأكيد الدكتور رودس على أن الإنسان لا يمكنه إدراك نفسه أو فهم علاقته بالخالق والمخلوقات من دون الاستناد إلى الوحي، فالعقل -رغم أهميته- يظل محدودًا في تصوراته، في حين أن النبوة تمثل البوصلة الأخلاقية والمعرفية التي تهدي الإنسان في رحلته الوجودية.

نقاشات تفاعلية وأسئلة عميقة
واختتمت المحاضرة بجلسة نقاش تفاعلية مع الحضور، حيث طرح الشباب عددًا من الأسئلة المتعلقة بسبل الوصول إلى الروحانية الحقيقية، وكيفية تزكية النفس في ظل الضغوط المادية اليومية.
كما تناولت المداخلات أهمية الجمع بين "تزكية النفس" و"عمارة الأرض"، وفق الفهم الإسلامي المتوازن الذي يجمع بين البعد الروحي والسعي الإعماري في الحياة.
جدير بالذكر أن مبادرة "تزكية وعمارة" تهدف إلى تقديم خطاب معرفي وروحي يعيد ربط الإنسان بقيمه الأصيلة، من خلال محاضرات ودورات حوارية تهدف إلى ترسيخ التوازن بين البعد الروحي والعمل المجتمعي.