رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

زيارة لي تشيانغ إلى مصر.. ترسيخ للشراكة مع الصين وصفقات ضخمة في الانتظار

د. مصطفى مدبولي خلال
د. مصطفى مدبولي خلال استقبال لي تشيانغ

تمثّل زيارة رئيس مجلس وزراء جمهورية الصين الشعبية، لي تشيانغ، إلى مصر، والتي بدأت من اليوم وتستمر حتى غدا الخميس، محطة فارقة تجسّد عمق وخصوصية العلاقات المصرية الصينية، وترسّخ مسارًا من التعاون الوثيق الممتد على مدى ما يقرب من سبعة عقود، منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1956.

شراكات جديدة بين مصر والصين 

وكان رئيس الوزراء المصري د. مصطفى مدبولي في استقبال رئيس مجلس الدولة الصيني لدى وصوله لمطار القاهرة الدولي، ومن المقرر أن يترأسا جلسة محادثات موسعة للتباحث حول عدد من الموضوعات والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وتعميق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، والتوقيع على عدد من الوثائق التي تستهدف تعزيز التعاون في مختلف المجالات، بحسب إفادة رسمية للحكومة المصرية.

وعبر رئيس مجلس الدولة الصيني، لي، عن تطلعه لتبادل وجهات النظر مع القيادة المصرية حول سبل تعميق العلاقات الثنائية والتعاون بين البلدين.

التحضير لزيارة الرئيس الصيني

فيما أعلن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن زيارة لي تشيانج، رئيس مجلس الدولة الصيني، إلى مصر تأتي في إطار التحضير الرسمي للزيارة المرتقبة التي سيقوم بها الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى القاهرة خلال الفترة المقبلة.

قوة العلاقات المصرية الصينية

وأكد مصطفى مدبولي، أن هذه الزيارة تعكس قوة ومتانة العلاقات المصرية الصينية، مشيرًا إلى أن التعاون بين البلدين يشهد تطورًا غير مسبوق على كافة المستويات، السياسية والاقتصادية والاستثمارية.

اهتمام دولي لمعرفة نتائج الزيارة

ومنذ الإعلان عن زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ إلى القاهرة، تتجه أنظار المهتمين بالعلاقات الدولية إلى ما تحمله هذه الزيارة من رسائل سياسية واقتصادية عميقة، لا لمصر وحدها، بل للمنطقة بأسرها.

وتعد مصر أول دولة عربية وأفريقية تُقيم علاقات رسمية مع جمهورية الصين الشعبية، حيث بدأت هذه العلاقات في عهد الزعيمين الراحلين جمال عبد الناصر و"تشو إن لاي"، واستمرت في التطور حتى بلغت مرحلة الشراكة الاستراتيجية الشاملة عام 2014 في عهد الزعيمين عبد الفتاح السيسي وشي جين بينغ، وهي شراكة شكّلت نقطة تحوّل نوعية في مسار العلاقات الثنائية.

تحولات جيوسياسية واقتصادية إقليمية

وتأتي زيارة لي تشيانغ إلى مصر في توقيت بالغ الأهمية، في ظل تحولات جيوسياسية واقتصادية إقليمية ودولية، لتعكس رغبة صادقة من الجانبين في تعظيم مكتسبات الشراكة القائمة، وتوسيعها لتشمل مجالات التكنولوجيا المتقدمة، والطاقة المتجددة، والأمن الغذائي، والتبادل العلمي، والدفاع عن قضايا العالم النامي في المحافل الدولية.

لقاء رئيس الوزراء مع رئيس مجلس الدولة الصيني 
لقاء رئيس الوزراء مع رئيس مجلس الدولة الصيني 

وتأتي زيارة لي تشيانغ في هذا السياق لتعزيز التفاهم الاستراتيجي، وتوسيع آفاق التعاون في مجالات البنية التحتية، والاستثمار، والطاقة، والابتكار التكنولوجي، بما يخدم تطلعات الشعبين ويعكس حرص الصين على دعم الاستقرار والتنمية في العالم العربي.

أهداف زيارة لي تشيانغ إلى مصر

الدفع بالتعاون الاقتصادي إلى آفاق أرحب، حيث تُعد الصين الشريك التجاري الأول لمصر، وتلعب الشركات الصينية دوراً محورياً في تنفيذ مشاريع عملاقة مثل العاصمة الإدارية الجديدة، ومناطق صناعية في قناة السويس. وتسعى بكين من خلال هذه الزيارة إلى تعزيز الاستثمارات النوعية في مجالات التكنولوجيا المتقدمة، والصناعة الذكية، والطاقة النظيفة، بما يعزز التنمية المستدامة في مصر.

تكامل استراتيجي في القضايا الدولية

تُظهر الصين التزامها بدعم مصر في مختلف المحافل الدولية، وتدعم جهودها في استعادة التوازن الإقليمي، خاصة في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والأمن في الشرق الأوسط. كما يتوقع أن تتناول المحادثات سبل تعزيز التنسيق في إطار مبادرة “الحزام والطريق”، حيث تُعد مصر ركناً رئيسياً في المسار البحري للمبادرة.

توجه الصين لتوطيد علاقتها مع العرب

زيارة لي تشيانغ ليست حدثاً دبلوماسياً عادياً، بل تجسيداً عملياً لتوجه الصين نحو تعميق علاقاتها مع العالم العربي وأفريقيا، في ظل التوترات الجيوسياسية، تُثبت الصين مرة أخرى أنها شريك تنموي يعتمد عليه، يسعى إلى حلول سلمية وعملية في آنٍ واحد، دون تدخل أو إملاء.

وفي المقابل، تجد القاهرة في الصين شريكاً يحترم السيادة الوطنية، ويدعم جهود التنمية الشاملة، ويُقدم نموذجاً مختلفاً للعلاقات الدولية يقوم على المنفعة المتبادلة والنهج العملي بعيداً عن الاصطفافات التقليدية.

وفي النهاية تُمثل زيارة لي تشيانغ إلى مصر خطوة إضافية نحو بلورة شرق أوسط أكثر استقراراً وتكاملاً، وهي مناسبة لإعادة تأكيد التزام الصين الصادق بدعم قضايا التنمية والسلام في المنطقة، وتأكيد أن “الشراكة الصينية–المصرية” ليست مجرد شعار، بل مسار طويل من العمل المشترك، والبناء، والتطلعات الواعدة.

تم نسخ الرابط