استولت على مليارات الجنيهات .. بلاغات جماعية تفضح احتيال منصة VSA الرقمية على مئات المواطنين

تلقت الجهات المختصة خلال الساعات القليلة الماضية بلاغات مقدمة من عدد كبير من المواطنين ضد منصة رقمية تُعرف باسم VSA، اتهموها بالاحتيال والاستيلاء على أموالهم، بعد أن أوهمتهم بإمكانية تحقيق أرباح يومية مقابل تنفيذ مهام بسيطة على الإنترنت.
بلاغات ضد منصة VSA
ووفق ما كشفه الضحايا، فإن المنصة اعتمدت على أسلوب تسويقي ذكي لجذب آلاف المستخدمين، قبل أن تختفي فجأة وتغلق حساباتهم.
وقال محمد إسماعيل، أحد المتضررين من مدينة طنطا، إن المنصة بدأت نشاطها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقدّمت نفسها على أنها مشروع استثماري رقمي يوفر دخلًا ثابتًا للمستخدمين، بشرط تنفيذ "مهام إلكترونية" يومية ودعوة الأصدقاء للانضمام.
وأوضح أن المنصة اعتمدت نظامًا شبيهًا بالهرمي، حيث يتم تصعيد المستخدمين وفق عدد الأشخاص الذين يقومون بدعوتهم، مما شجع الكثيرين على الترويج لها بين معارفهم.
وأضاف إسماعيل أن المنصة استمرت في إيهام المستخدمين بالربح اليومي طيلة أربعة أشهر، حتى بدأت في التراجع بشكل مفاجئ مع حلول شهر رمضان، حيث قلصت عدد المهام اليومية بنسبة كبيرة، مع وعود بإعادتها بعد العيد، وهو ما لم يحدث.
وتابع: "بعد 15 يومًا من التلاعب والوعود، فوجئنا بإيقاف حساباتنا بشكل كامل، ومنعنا من سحب الأرباح، وكأنهم خطفوا أموالنا وهربوا".
وأشار إلى أن بعض المستخدمين تلقوا تهديدات عبر رسائل إلكترونية من جهة مجهولة زعمت أن فرقهم الهرمية متورطة في النصب، رغم أن كثيرًا منهم لم يضم أي شخص للمنصة.
وقال إن هذه الرسائل وصلت لأكثر من 20 مشتركًا في مجموعة واحدة، مما زاد من حالة الذعر والارتباك بين الضحايا، الذين اكتشفوا لاحقًا أن كل شيء كان مجرد خدعة محكمة.
أما إبراهيم عبد الفتاح، وهو متضرر آخر، فقد أكد أن المنصة بدأت في تعطيل عمليات السحب تدريجيًا لمدة تجاوزت ثلاثة أسابيع، قبل أن تُغلق بشكل نهائي.
وقال إنه تواصل مع ما يُعرف بـ"فريق الدعم" بالمنصة، الذي أخبره أن فك الحظر عن حسابه يتطلب دفع مبلغ 2000 جنيه، مضيفًا أن هذه كانت آخر رسالة تصله منهم قبل أن تختفي كل وسائل التواصل معهم.
وأوضح عبد الفتاح أنه انضم إلى المنصة بعد مشاهدته لإعلانات مكثفة لها على مواقع التواصل، بالإضافة إلى توصية من أحد أصدقائه، وقال: "في البداية الناس كانت بتكسب فعلاً، وده شجعهم يجيبوا ناس تانية.. وبعد ما الشبكة كبرت والفلوس اتجمعت، قفلوا كل حاجة وهربوا".
وأكد أن مجموعته وحدها خسرت أكثر من 44 ألف جنيه، دون أي وسيلة لاسترداد الأموال أو التواصل مع المسؤولين.
من جهتها، أكدت سيدة تُدعى ماجدة عبدالله، أن القائمين على المنصة خدعوا المستخدمين عبر إيهامهم بأنهم يعملون بشكل رسمي وقانوني، مدّعين أن لديهم مقرات حقيقية في بعض المحافظات، ومشرفين إداريين يتابعون العمل.
وأضافت أن مسؤولي المنصة طمأنوا المشتركين بأن كل شيء موثق ومرخص، وهو ما ساهم في زيادة عدد الضحايا.
وتقدّم عدد كبير من المتضررين ببلاغات رسمية إلى الجهات المختصة، تتهم القائمين على منصة VSA بجمع مبالغ طائلة تُقدّر - وفق روايات الضحايا - بنحو 3 مليارات جنيه.
وطالب الضحايا بسرعة التحقيق في الواقعة، وتتبع مسؤولي المنصة، واسترداد أموالهم، مؤكدين أنهم وقعوا ضحية واحدة من أكبر عمليات النصب الإلكتروني التي استغلت طموحات البسطاء في تحقيق دخل سهل وسريع.