"القائمة الوطنية" تُعيد تشكيل المشهد السياسي قبل انتخابات الشيوخ

في مشهد سياسي يُعيد تشكيل الخريطة الحزبية استعدادًا لانتخابات مجلس الشيوخ 2025، ووسط أجواء من التنسيق الحثيث بين القوى الوطنية، بدأت ملامح تحالف "القائمة الوطنية من أجل مصر" تتبلور بوضوح، ليس فقط على مستوى التوافق السياسي، بل من خلال بناء هيكل تنظيمي يضمن الكفاءة القانونية والانضباط الإعلامي استعدادًا لمعارك انتخابية مرتقبة.
فخلال اجتماعين متتاليين، الأول بمقر حزب مستقبل وطن، والثاني بمقر حزب حماة الوطن، شارك ممثلو 13 حزبًا سياسيًا إلى جانب تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، في وضع اللبنات الأولى لتحالف واسع يسعى لتقديم نموذج انتخابي يعكس فكرة "الجبهة الوطنية الموحدة"، ويستند إلى مؤسسات حزبية ذات ثقل سياسي وتنظيمي.
أولى نتائج التحالف تمثلت في الاتفاق على تشكيل لجنة قانونية مشتركة تتولى وضع الأطر التنظيمية والقانونية اللازمة لتقديم مرشحي "القائمة الوطنية من أجل مصر"، وفق الجدول الزمني والإجراءات التي حددتها الهيئة الوطنية للانتخابات.
وتُعد اللجنة ضمانًا فنيًا وإجرائيًا لحسن سير العملية الانتخابية، حيث تتولى مراجعة الأسماء ومطابقة الشروط القانونية والتنسيق مع الجهات المعنية، من بداية التقديم وحتى إعلان النتائج.
وأكد المشاركون أن اللجنة ستكون منصة لتوحيد الرؤية القانونية بين أطراف التحالف، بما يمنع التضارب في الإجراءات ويُعزز فكرة العمل التشاركي المنظم.
ومن أبرز مخرجات الاجتماعات أيضًا الاتفاق على تشكيل مركز إعلامي موحّد، يتولى إدارة العملية الدعائية وتنظيم الخطاب الإعلامي، وفقًا لمحددات تم الاتفاق عليها بين الأحزاب المشاركة، وبالتنسيق مع ضوابط الهيئة الوطنية للانتخابات.
وسيتولى المركز إنتاج محتوى سياسي موحّد يخاطب الشارع المصري، ويعكس وحدة الصف داخل التحالف، إلى جانب إدارة الحملات التوعوية لحث المواطنين على المشاركة الفاعلة في الانتخابات.
من جانبه، أكد علاء عابد، نائب رئيس حزب مستقبل وطن، أن الإعلام المصري يلعب دورًا محوريًا في العملية الانتخابية، مشددًا على أهمية الانضباط الإعلامي للحفاظ على تماسك التحالف.
باب التحالف لا يزال مفتوحًا
ورغم مشاركة 12 حزبًا رئيسيًا حتى الآن، إلى جانب تنسيقية شباب الأحزاب، من بينها أحزاب الوفد، المؤتمر، الحرية المصري، إرادة جيل، التجمع، والشعب الجمهوري، فإن التحالف أكد أن باب الانضمام لا يزال مفتوحًا أمام أي حزب راغب في العمل المشترك.
وأكد النائب أحمد بهاء شلبي، أن التحالف حريص على اختيار العناصر الأكفأ والأصلح، قائلًا: "الباب ما زال مفتوحًا لمن يريد الانضمام".
كما أسفرت الاجتماعات التنسيقية عن التوافق على معايير صارمة لاختيار المرشحين، تركز على النزاهة والكفاءة والقدرة على التمثيل المجتمعي، وهو ما اعتبره مراقبون توجهًا نحو بناء قائمة انتخابية ذات قاعدة جماهيرية حقيقية، لا تعتمد فقط على الانتماء الحزبي، بل تستند إلى معايير موضوعية واضحة.
ودعت الأحزاب المشاركة جموع المصريين إلى المشاركة الإيجابية في الانتخابات، باعتبارها الضمانة الحقيقية لنزاهة العملية السياسية واستمرار مسيرة الجمهورية الجديدة، في ظل ضمانات دستورية وقانونية تُرسّخ قيم الشفافية والعدل.
ومع اقتراب موعد الاجتماع التنسيقي الثالث، الذي دعت إليه الجبهة الوطنية، يتواصل الحراك السياسي الذي قد يُعيد رسم ملامح البرلمان المصري، في واحدة من أكثر اللحظات السياسية حساسية على الصعيدين الداخلي والخارجي.