رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

حرب الظلال.. شبكات تجسس متبادلة بين إسرائيل وإيران

نتنياهو وخامنئي
نتنياهو وخامنئي

في سابقة خطيرة، كشفت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، قبيل بدء المواجهة العسكرية الأخيرة، عن شبكة تجسس داخلية واسعة النطاق، تضم أكثر من 30 إسرائيلياً متهمين بالتعاون مع المخابرات الإيرانية.

وبحسب وثائق المحكمة، فإن الاتصالات بدأت برسائل مجهولة المصدر، تقدم المال مقابل معلومات، قبل أن تتطور إلى مهام أكثر خطورة، شملت رصد منشآت حساسة وتخطيط لاغتيالات.

جمع بيانات لأهداف صاروخية

رغم فشل إيران في تنفيذ عمليات اغتيال كبيرة لمسؤولين إسرائيليين، إلا أن المعلومات التي جُمعت من العملاء المحليين ساعدت طهران في تحديد أهداف استراتيجية استخدمت لاحقاً في الهجوم الصاروخي الباليستي في يونيو 2025.

تجسس متبادل

في المقابل، شن جهاز الموساد عملية استخباراتية مدمرة، أدت إلى اغتيال عدد من كبار القادة والعلماء الإيرانيين خلال الدقائق الأولى من هجوم 13 يونيو 2025.

إيران تعتقل 700 وتعدم 6 بتهم تجسس

رداً على ذلك، اعتقلت طهران أكثر من 700 شخص متهمين بالتعاون مع إسرائيل، وأعلنت وكالة فارس الإيرانية تنفيذ 6 أحكام إعدام فورية، في حين بقيت معظم المحاكمات طي السرية.

تكتيك إيراني عشوائي ومنخفض التكاليف

نقل يوسي ميلمان، خبير الشؤون الاستخباراتية، عن مسؤول بالشاباك، أن إيران اعتمدت على استراتيجية تجنيد عشوائي منخفض المخاطر، تستهدف إسرائيليين من خلفيات متعددة بمهام أولية "بسيطة" كاختبار للولاء.

ومن بين الوسائل:

  • رسائل من وكالات أنباء تطلب معلومات مقابل أموال.
  • عروض عبر تيليجرام لإنشاء حسابات مالية مشفّرة.
  • تكليفات برش شعارات ضد نتنياهو أو تصوير مواقع عسكرية.

من كتابة شعارات إلى محاولات اغتيال

أحد المعتقلين بدأ بمهمة فحص وجود كيس أسود مدفون في حديقة مقابل 1000 دولار، ثم تصاعدت مهامه إلى محاولة تصوير منزل عالم نووي إسرائيلي، فتلقي عرض بـ60 ألف دولار لحرق منزل العالم وقتله مع عائلته.

وفي 15 سبتمبر، حاول المتهم تجنيد 4 أشخاص للتنفيذ، لكن العملية فشلت عند بوابة معهد وايزمان.

مشروع عائلي للتجسس

في قضية أخرى، استغل إسرائيلي من أصل أذربيجاني عائلته لتصوير:

  • منشآت حيوية في حيفا والنقب
  • بطاريات القبة الحديدية
  • مقرات استخباراتية حساسة

محاولة اغتيال نتنياهو وقيادات عليا

قضية مردخاي مامان (72 عامًا) تمثل ذروة التصعيد. فبعد فشل مشاريع تجارية وزواجه من بيلاروسية، تورط في مفاوضات مع عملاء إيرانيين عبر تركيا، عرضوا عليه 150 ألف دولار لاغتيال أحد القادة الكبار:

  • بنيامين نتنياهو (رئيس الوزراء)
  • رونين بار (رئيس الشاباك)
  • يوآف جالانت (وزير الدفاع آنذاك)

مامان طلب مليون دولار، فخفض الإيرانيون العرض إلى 400 ألف لاستهداف نفتالي بينيت، لكنه تمسك بمطالبه.

وعند عودته إلى إسرائيل، اعتقله الشاباك في 29 أغسطس 2024، وصدر حكم بسجنه 10 سنوات في أبريل الماضي.

إخفاق في صناعة عملاء دائمين

رغم نجاح إيران في تجنيد شبكات آنية ومهام سريعة، إلا أن القضايا أظهرت ضعف قدرتها على بناء خلايا متماسكة أو تنفيذ اغتيالات معقدة داخل إسرائيل، وسط رقابة صارمة من جهاز الأمن الداخلي.

تم نسخ الرابط