الأمن يكشف تفاصيل واقعة ضرب طفلين في حلوان.. والأب: "كسروا الشاحن"

كشفت أجهزة الأمن ملابسات منشور متداول على مواقع التواصل الاجتماعي مدعوم بصور، يتضمن قيام أحد الأشخاص بالاعتداء على نجليه بالضرب في منطقة حلوان بمحافظة القاهرة.
أب يعذب طفليه
وبالفحص، تبين أنه في 23 يونيو الجاري، تلقت أجهزة الأمن بقسم شرطة حلوان بلاغًا من سيدة تقيم بدائرة القسم، وبصحبتها طفلان ظهرت عليهما آثار إصابات وكدمات متفرقة في أنحاء جسدهما.
وذكرت السيدة في بلاغها أنها كانت داخل شقتها حين سمعت أصوات استغاثة وصراخ مصدرها شقة مجاورة، فتوجهت إلى هناك لتفاجأ بقيام والد الطفلين، وهو عاطل عن العمل، بالاعتداء عليهما مستخدمًا خرطومًا، بسبب خلاف عائلي.
وأضافت أنها تدخلت لإنقاذ الطفلين وأخذتهما معها، قبل أن تسلمهما إلى والدتهما المقيمة بمحافظة الإسكندرية.
وعلى الفور، تحركت الأجهزة الأمنية، وتم ضبط الأب المتهم، وبمواجهته أقر بتعديه على طفليه، مبررًا فعلته بأنهما كسرا شاحن الهاتف الخاص به.

وجرى اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة في الواقعة، في إطار جهود وزارة الداخلية لحماية الأطفال والتعامل الفوري مع بلاغات العنف الأسري.
الجدير بالذكر أن موقع "تفصيلة" كان قد نشر يوم 30 يونيو الماضي، قصة بعنوان "عنف أب يمزق براءة طفلين في حلوان".
وتضمنت القصة ما تعرض له طفلان صغيران في كنف أسرة افتقدت الرحمة، وحضر فيها العنف بأقسى صوره: يوسف صاحب الخمس سنوات، وشقيقه عمرو ذو الأربعة أعوام، طفلان لا ذنب لهما سوى أنهما وُلدا في منزل تحوّل إلى ساحة تعذيب.
بدأت القصة بخطأ بريء. في لحظة عفوية، حاول الطفل عمرو أن يقلّد الكبار بوضع شاحن الهاتف في الكهرباء، لكن يداه الصغيرتان لم تسعفاه، فانكسر "سوكت" الشاحن، خطأ بسيط لا يُذكر في أي بيت طبيعي، لكنه في هذا المنزل كان شرارة الغضب.
فما هي إلا لحظات، حتى أُغلقت الأبواب، وتحولت الجدران إلى سجن، بعدما أمسك الأب، المدعو "أسامة طلعت"، سلك الكهرباء، وانهال ضربًا وتعذيبًا على جسدي الطفلين.
صفعات متتالية وجَلد بلا رحمة؛ صرخات الطفولة ملأت المكان، تستنجد بمن ينقذها من لحظة جنون سيطر فيها الغضب على الأب، وأفقده كل ذرة إنسانية.
مزّقت صرخات يوسف وعمرو سكون الليل، فسارع الجيران إلى مصدر الصوت، وطرقوا الباب بقوة، يطالبون الأب بالتوقف، لكنه واصل اعتداءه بلا هوادة، حتى قرر بعضهم اقتحام المنزل لإنقاذ الطفلين.
المشهد كان صادمًا.. أجساد صغيرة مليئة بالكدمات، ووجوه غارقة في الدموع، وعيون مذعورة وكأنها تبحث عن طوق نجاة، لم يتمالك كثير من الجيران دموعهم، وهرع أحدهم لإبلاغ الشرطة.
إنقاذ الطفلين والتحقيق مع الأب
استجابت الأجهزة الأمنية على الفور، وتوجهت إلى موقع البلاغ، حيث تم إنقاذ الطفلين، ونقلهما إلى مكان آمن بعيدًا عن الخطر.