رحاب التحيوي تناشد الرئيس رفض تعديلات الإيجار القديم: تهدد ملايين المصريين بالتشريد

وجهت الدكتورة رحاب التحيوي، المتخصصة في الشؤون القانونية والتشريعية، نداءً عاجلًا ومفتوحًا إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، حذرت فيه من تداعيات كارثية لتعديلات قانون الإيجار القديم التي أقرها مجلس النواب مؤخرًا.

وصفت التحيوي، في بيان صحفي صدر اليوم الخميس، هذه التعديلات بأنها "مشبوهة" و"معيبة"، مؤكدة أنها "قضت تمامًا على حق المواطنين الأساسي في السكن الآمن"، وهو الحق الذي يكفله الدستور المصري والمواثيق الدولية.

وناشدت التحيوي الرئيس السيسي استخدام صلاحياته الدستورية المنصوص عليها في المادة (123) من الدستور، قائلة: "حان الوقت لرفض التصديق على هذا القانون المعيب، وإعادته فورًا إلى مجلس النواب لإعادة مناقشته بشكل عادل ومتوازن". 

وأكدت أن هذا الإجراء ضروري لحماية حقوق جميع الأطراف ومنع "تشريد ملايين الأسر المصرية ونومها على الأرصفة".

فنّدت رئيسة مبادرة "مقام" الادعاءات الحكومية بأن التعديلات - وخاصة ما يتعلق بالمادة الثامنة ووحدات الإيواء البديلة - تحمي المستأجرين، وقالت: "ما تروّجه الحكومة ليس سوى وعود جوفاء لا يصدقها المصريون". 

وأوضحت أن موارد الحكومة وإمكاناتها المادية واللوجستية لا تسمح أبدًا بتوفير هذا الكم الهائل من الوحدات السكنية البديلة خلال الفترة المحددة.

وحذّرت التحيوي من أن تنفيذ هذا المخطط سيؤدي حتمًا إلى "تشوهات ديموغرافية كارثية"، مستنكرة فكرة إجبار مواطن من أسيوط، مثلًا، على الانتقال إلى القاهرة للإقامة في منطقة كـ"الأسمرات"، ووصفت هذا السيناريو بأنه أشبه بـ"نفي إجباري" لا يمكن قبوله في هذا العصر.

وأشارت التحيوي إلى أنها، رغم عدم كونها من أصحاب المصلحة المباشرة (لا تسكن ولا تملك وحدة بنظام الإيجار القديم)، إلا أن حرصها على السلم والأمن المجتمعي دفعها للكتابة، وأعلنت بوضوح: "لا نخفي أننا فقدنا الثقة تمامًا في هذه الحكومة التي مررت القانون المعيب"، مضيفة: "من المستحيل أن يأتي الحل على يد من كان سببًا في الأزمة، ومن المستحيل أن نثق في تعهدات حكومة لم تفِ يومًا بوعودها ولم تحترم حقوق المواطنين"، في إشارة ضمنية إلى وقائع سابقة كـ"الطريق الإقليمي".

واختتمت الدكتورة رحاب التحيوي بيانها بنداء ملحّ إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي قائلة: "سيادة الرئيس، الأمر لم يعد يتعلق بقانون فقط، بل أصبح يمسّ حياة ملايين المصريين ومستقبل السكن والأمان المجتمعي في وطن نحبه جميعًا"، داعية إلى تدخل فوري لمنع وقوع كارثة إنسانية واجتماعية وشيكة.