رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

إيران تقترب من الخط الأحمر.. هل تغلق مضيق هرمز بعد التصعيد الأخير؟

مضيق هرمز
مضيق هرمز

من جديد، تعود المنطقة الأكثر حساسية في تجارة الطاقة العالمية إلى واجهة الأحداث، بعد تقارير استخباراتية أميركية كشفت عن شحن إيران ألغامًا بحرية على متن سفنها، في خطوة فسّرتها واشنطن على أنها استعداد محتمل لإغلاق مضيق هرمز، أحد أهم الممرات المائية لشحن النفط والغاز في العالم.

هل هي "خدعة استراتيجية" أم "تهديد حقيقي"؟

وفقًا لما نقلته وكالة "رويترز" عن مسؤولين أميركيين رفضا الكشف عن هويتهما، فإن الاستخبارات الأميركية رصدت تحركات إيرانية مريبة الشهر الماضي، عقب الهجوم الصاروخي الإسرائيلي على أراضٍ إيرانية في 13 يونيو.

وبحسب المصادر، فإن إيران شحنت ألغامًا بحرية إلى سفنها في الخليج، مما أثار مخاوف من إمكانية اتخاذ قرار رسمي بإغلاق المضيق، غير أن بعض التحليلات داخل واشنطن اعتبرت أن الأمر ربما لا يتعدى كونه خدعة ردعية، هدفها إرسال رسالة ضغط قوية دون نية حقيقية للتنفيذ.

 

"شريان الطاقة العالمي" المهدد

يقع مضيق هرمز بين سلطنة عمان وإيران، ولا يتعدى عرضه 34 كيلومترًا في أضيق نقطة، ويحتوي على ممر شحن بعرض ميلين فقط في كلا الاتجاهين. 

تمر عبره نحو 20% من شحنات النفط العالمية، فضلًا عن كميات ضخمة من الغاز الطبيعي المُسال، خصوصًا من دول الخليج وقطر.

ويُعد أي تحرك لإغلاق المضيق كفيلًا بإحداث اضطرابات شديدة في أسواق الطاقة العالمية، ورفع أسعار النفط بشكل حاد، لا سيما في آسيا وأوروبا. 

كما أن هذا التهديد بحد ذاته يمثل ورقة ضغط سياسية واقتصادية خطيرة بيد طهران.

 

"استعدادات إيران تصعيد خطير"

قال مسؤول في البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي نجح في إبقاء مضيق هرمز مفتوحًا، بفضل تنفيذ عمليات عسكرية نوعية ضد الحوثيين، وتكثيف حملة الضغط القصوى على طهران، مؤكدًا أن الملاحة لم تتأثر حتى الآن رغم التصعيد المتزايد.

لكن تقارير استخباراتية أميركية سابقة قدّرت أن إيران تمتلك أكثر من 5000 لغم بحري، يمكن نشرها بسرعة فائقة باستخدام زوارق صغيرة، مما يعزز احتمالات تحرك ميداني حقيقي في حال صدور قرار من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني.

 

النفط يتراجع رغم التوتر.. لماذا؟

رغم كل التهديدات، تراجعت أسعار النفط بأكثر من 10% منذ الضربات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية. ويُعزى ذلك إلى اطمئنان الأسواق لعدم وقوع اضطرابات فورية في تدفق الخام، إلا أن الخبراء يحذرون من أن مجرد إغلاق مؤقت أو تهديد مباشر بإغلاق مضيق هرمز قد يقلب الموازين تمامًا.

 

هل تغامر طهران فعليًا بإغلاق المضيق؟

إيران نفسها تُصدر الجزء الأكبر من نفطها عبر مضيق هرمز، مما يضعها أمام معادلة صعبة: استخدام الورقة النووية والبحرية كورقة ضغط، مقابل مخاطرة بخسارة عوائدها النفطية ومواجهة رد عسكري دولي محتمل.

وبحسب تقارير وكالة استخبارات الدفاع الأميركية، فإن إيران تمتلك موارد ضخمة تؤمّن قدرتها على الإغلاق، ما يعكس استعدادًا فعليًا لخوض هذه المغامرة في حال وصلت الأمور إلى نقطة اللاعودة.

تم نسخ الرابط