رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

ميار أمام محكمة الأسرة: رفضت بيع ذهب أمي فاتهمني بالنشوز وحرمني من حقوقي

أرشيفية
أرشيفية

في إحدى قاعات محكمة الأسرة، وقفت "ميار" بثبات، تحاول أن تخفي ارتجاف صوتها، بينما كانت عيناها تفضحان حجم الألم الذي تحمله في قلبها.

ميار تدافع عن ذهب والدتها

ميار، سيدة ثلاثينية بسيطة، تعمل موظفة بإحدى شركات التأمين، حضرت إلى المحكمة لتدافع عن حقها في شيء لم يكن مالًا ولا عقارًا، بل ذكريات.. ذكريات تحملها معها منذ وفاة والدتها قبل عامين، محفوظة في شكل مشغولات ذهبية صغيرة كانت والدتها تحتفظ بها منذ أيام زفافها.

بدأت القصة عندما قرر زوجها، بعد خمس سنوات من الزواج، أن يطلب منها بيع الذهب، قائلا إنه يمر بأزمة مالية ويريد شراء قطعة أرض لتأمين مستقبل الأسرة. 

لم تكن ميار ترفض مساعدته، ولم تبخل عليه يومًا، لكنها شعرت أن هذا الطلب يختلف، وكأنه يطلب منها التخلي عن جزء من روح والدتها.. شيء لا يُعوّض مهما كان الثمن.

رفضت ميار بهدوء في البداية، وحاولت إقناعه بالبحث عن حلول أخرى. عرضت عليه أن يزيد من ساعات عمله، واقترحت أن تبحث هي أيضًا عن عمل إضافي، وأكدت له أن الذهب لا يمثل قيمة مادية كبيرة، لكنه يحمل قيمة معنوية أغلى من كل الأموال. 

لم تتخيل أن موقفها هذا سيفجّر أزمة تنتهي بها في أروقة المحاكم.

لم يمر وقت طويل حتى تغيّرت ملامح زوجها، من الرجل الهادئ الذي اعتادت عليه، إلى شخص غاضب، يتحدث بلغة الأمر، ويُطلق التهديدات. 

بدأت أيام التجاهل الطويل، تلتها ليالٍ من الصمت الثقيل، إلى أن جاء اليوم الذي قال فيه بوضوح: "يا الذهب.. يا أنا". 

ظنت ميار أنها مجرد كلمات غضب، لكن الواقع كان أقسى.

غادر الزوج المنزل دون سابق إنذار، ومرت الأيام ثقيلة على ميار، التي انتظرت عودته، واعتقدت أن الأزمة ستمر كما حدث في خلافات سابقة. 

لكن الصدمة جاءت عندما وصلها إخطار من المحكمة.. دعوى "نشوز"! لم تصدق عينيها وهي تقرأ الاتهامات: تمرد، عصيان، ورفض للطاعة! كل ذلك فقط لأنها تمسكت بقطعة من ماضيها.

داخل المحكمة، وقفت ميار أمام القاضي، تحكي تفاصيل ما جرى، وتحاول أن توضح أن الأمر ليس عنادًا ولا تمردًا، بل دفاع عن حقها في الاحتفاظ بذكرى والدتها، التي رحلت جسدًا، لكنها ما زالت تسكن قلب ابنتها.

تم نسخ الرابط