عنف أب يمزق براءة طفلين في حلوان.. والجيران أنقذوا الموقف

في إحدى زوايا حي عرب غنيم بحلوان، وقفت جدران أحد العقارات شاهدة على لحظات رعب لن يمحوها الزمن.
ففي هذا المنزل البسيط، كان يقطن طفلان صغيران في كنف أسرة افتقدت الرحمة، وحضر فيها العنف بأقسى صوره: يوسف صاحب الخمس سنوات، وشقيقه عمرو ذو الأربعة أعوام، طفلان لا ذنب لهما سوى أنهما وُلدا في منزل تحوّل إلى ساحة تعذيب.
تعذيب طفلي حلوان.. من لحظة عبث إلى كارثة
بدأت القصة بخطأ بريء. في لحظة عفوية، حاول الطفل عمرو أن يقلّد الكبار بوضع شاحن الهاتف في الكهرباء، لكن يداه الصغيرتان لم تسعفاه، فانكسر "سوكت" الشاحن، خطأ بسيط لا يُذكر في أي بيت طبيعي، لكنه في هذا المنزل كان شرارة الغضب.
فما هي إلا لحظات، حتى أُغلقت الأبواب، وتحولت الجدران إلى سجن، بعدما أمسك الأب، المدعو "أسامة طلعت"، سلك الكهرباء، وانهال ضربًا وتعذيبًا على جسدي الطفلين.
صفعات متتالية وجَلد بلا رحمة؛ صرخات الطفولة ملأت المكان، تستنجد بمن ينقذها من لحظة جنون سيطر فيها الغضب على الأب، وأفقده كل ذرة إنسانية.
الجيران يسمعون صرخات الألم.. ويقتحمون المنزل
مزّقت صرخات يوسف وعمرو سكون الليل، فسارع الجيران إلى مصدر الصوت، وطرقوا الباب بقوة، يطالبون الأب بالتوقف، لكنه واصل اعتداءه بلا هوادة، حتى قرر بعضهم اقتحام المنزل لإنقاذ الطفلين.
المشهد كان صادمًا.. أجساد صغيرة مليئة بالكدمات، ووجوه غارقة في الدموع، وعيون مذعورة وكأنها تبحث عن طوق نجاة، لم يتمالك كثير من الجيران دموعهم، وهرع أحدهم لإبلاغ الشرطة.
إنقاذ الطفلين والتحقيق مع الأب
استجابت الأجهزة الأمنية على الفور، وتوجهت إلى موقع البلاغ، حيث تم إنقاذ الطفلين، ونقلهما إلى مكان آمن بعيدًا عن الخطر، كما تم التحفظ على الأب، وإحالته إلى جهات التحقيق.
وبينما بدأت النيابة العامة تحقيقاتها في الواقعة، كان يوسف وعمرو يبدآن أولى خطوات التعافي من الليالي السوداء، وسط رعاية أيدٍ لا تعرف القسوة، ولا تسأل الطفل عن "سعر الشاحن"، بل تبحث فقط عن طريقة لردّ بعض من براءته المهدرة.