ترامب يتحدث عن اتفاق وشيك لوقف النار في غزة.. هل نشهد بداية ترتيبات ما بعد الحرب؟

بعد أيام من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تفاؤله بقرب إرساء هدنة جديدة في قطاع غزة، مشيراً إلى احتمال التوصل إلى اتفاق يشمل إسرائيل وحركة "حماس" اعتباراً من الأسبوع المقبل.
وقال ترامب في تصريحات للصحفيين: "أعتقد أنه وشيك. نعتقد أنه في الأسبوع المقبل سنتوصل إلى وقف لإطلاق النار"، مشيراً إلى أنه كان قد أجرى اتصالات مع جهات معنية بالمفاوضات الجارية.
أدوار متقاطعة
يُذكر أن الولايات المتحدة لعبت دوراً محورياً في التوصل إلى هدنة سابقة خلال ولاية الرئيس جو بايدن، بمشاركة فريق دونالد ترمب الذي كان آنذاك رئيساً منتخباً. غير أن إسرائيل أعلنت في مارس الماضي انتهاء مفاعيل ذلك الاتفاق، واستأنفت ضرباتها الجوية على قطاع غزة.
30 مليون دولار لغزة
في خطوة إنسانية متزامنة، أعلنت الولايات المتحدة رصد 30 مليون دولار لتمويل مؤسسة إنسانية في غزة، فيما أكد ترامب التزام بلاده بتقديم المساعدات قائلاً: "نحن نقدم الكثير من المال والطعام لتلك المنطقة... الناس يموتون ونحن نشاهد حشودًا ليس لديها طعام أو أي شيء".
القاهرة تتحرك
من جانبها، كشفت تقارير عربية أن مصر تعمل على صياغة مقترح جديد لوقف إطلاق النار يشمل إطلاق سراح الأسرى.
وأفادت مصادر مقربة من "حماس" بأن "هناك مرونة لدى جميع الأطراف، وهذه فرصة سانحة للمضي قدمًا نحو اتفاق هادف، رغم عدم التوصل إلى اتفاق نهائي حتى الآن".
نتنياهو يرفض الوساطات التقليدية
في سياق متصل، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يفضل عدم إرسال وفد تفاوضي إلى القاهرة أو الدوحة، مفضلاً إبرام الاتفاق "على أعلى المستويات" مباشرة، بمشاركة ترمب، والمستشارين الإسرائيليين البارزين ويتكوف وديرمر.
وبحسب مصادر إسرائيلية مطلعة، فإن هذه الجولة من المحادثات لا تشبه سابقاتها، إذ يتم العمل على اتفاق شامل يشمل وقف الحرب، والإفراج عن نحو 50 أسيرًا، إلى جانب توسيع اتفاقيات إبراهيم لتشمل أطرافاً جديدة وهو ما يُعد من أولويات ترمب بحسب ما نقلته وسائل إعلام عبرية.
صفقة "شاملة"
اللافت في هذه التحركات أنها تتجاوز المعتاد من تفاهمات أمنية أو إنسانية جزئية، لتلامس إطاراً أوسع تسعى من خلاله إسرائيل والولايات المتحدة بدعم مصري وقطري إلى هندسة تسوية إقليمية أعمق، تنهي الحرب على غزة وتُعيد تشكيل خريطة التحالفات في الشرق الأوسط.