رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

من طهران إلى غزة.. هل تنجح أمريكا في تهدئة إقليمية شاملة؟

فلسطينيون وسط أنقاض
فلسطينيون وسط أنقاض المباني المدمرة في غزة

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء، عن قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، في تطور لافت يأتي بعد تصاعد غير مسبوق في التوترات الإقليمية، تخلله اتفاق مماثل بين إيران وإسرائيل.

جاء تصريح ترامب خلال مؤتمر صحفي في لاهاي بهولندا، جمعه بعدد من كبار المسؤولين الأمريكيين وأمين عام حلف شمال الأطلسي "الناتو"، على هامش القمة التي انطلقت أمس وتستمر يومين.

وردًا على سؤال حول احتمالية تكرار سيناريو وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل في غزة، قال ترامب: "تحدثت مع (المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف) ويتكوف، وأخبرني أن اتفاق غزة قريب جدا".

وأضاف: "الضربة على إيران ستساعد في إطلاق سراح الرهائن من غزة"، في إشارة إلى العمل العسكري الأمريكي الذي طال مواقع إيرانية قبل أيام.

اتفاق إيراني-إسرائيلي بعد 12 يومًا من الحرب

يأتي هذا الإعلان بعد يوم من التوصل لاتفاق بين إيران وإسرائيل على وقف إطلاق النار، إثر حرب استمرت 12 يومًا شنت خلالها إسرائيل هجومًا على منشآت نووية وشخصيات عسكرية بارزة داخل إيران. وردت طهران بضربات استهدفت العمق الإسرائيلي.

وفي تطور مفاجئ، تدخلت واشنطن في الصراع عبر قصف ثلاثة مواقع نووية داخل إيران، أبرزها منشأة "فوردو" لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض. وردّت طهران بعدها بقصف قاعدة "العديد" الأمريكية في قطر، والتي تستضيفها الدوحة.

أصوات إسرائيلية تطالب بامتداد التهدئة إلى غزة

تزامنًا مع إعلان الهدنة بين طهران وتل أبيب، تعالت الدعوات داخل إسرائيل لتمديد التهدئة إلى غزة، التي لا تزال تشهد حربًا مستمرة منذ أكتوبر 2023.

منتدى الرهائن وعائلات المفقودين قال في بيان له: "من استطاع تحقيق وقف إطلاق نار مع إيران يستطيع أيضًا إنهاء الحرب في غزة". 

ودعا إلى مفاوضات عاجلة تؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن وإنهاء الحرب، معتبرًا أن الفرصة الحالية لا يجب أن تضيع.

وأشار المنتدى إلى أن نحو 50 رهينة ما زالوا محتجزين لدى حركة حماس، ويُعتقد أن 20 منهم فقط على قيد الحياة، بحسب الحكومة الإسرائيلية.

من جانبه، دخل زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد على خط النقاش، مغردًا على منصة "إكس": "والآن غزة. هذا هو الوقت المناسب لإغلاق تلك الجبهة أيضًا. استعادة الرهائن، وإنهاء الحرب. على إسرائيل أن تبدأ إعادة الإعمار".

تجدر الإشارة إلى أن الحرب في غزة اندلعت في 7 أكتوبر 2023، إثر هجوم مباغت لحركة حماس على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل 1219 شخصًا، وفق أرقام رسمية إسرائيلية.

ومنذ ذلك الحين، تشن إسرائيل حملة عسكرية واسعة النطاق على القطاع، أسفرت حتى الآن عن استشهاد 56,077 شخصًا، غالبيتهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس.

تُظهر التطورات الأخيرة أن المنطقة تمر بمرحلة دقيقة من إعادة تشكيل التوازنات، وإذا نجحت الجهود في ربط الملفات الساخنة ببعضها -بحسب خبراء-، فقد نشهد تحولًا كبيرًا في مسار الحرب في غزة، التي أرهقت الجميع، سياسيًا وإنسانيًا.

تم نسخ الرابط