الزلازل بريئة من انهيار العقارات.. سبب صادم لسقوط عقارات الإيجار القديم

خلال الأيام الماضية، انتشرت في مصر ظاهرة انهيار بعض العقارات القديمة، مما أدى لسقوط ضحايا تحت الأنقاض، ولكن يبقي السؤال الذي يتردد ما علاقة الزلازل على العقارات القديمة في مصر.
أكثر من 100 ألف عقار سكني مهدد بالانهيار
وتشير إحصاءات رسمية في مصر، إلى وجود أكثر من 100 ألف عقار سكني مهدد بالانهيار وبعض تلك العقارات لايزال مأهولا بالسكان ما يهدد حياة مئات الآلاف في مختلف المحافظات.
وتحولت أزمة انهيار أجزاء من العقارات القديمة في المحافظات إلى ظاهرة متكررة تحصد الأرواح والممتلكات، خصوصا في المدن الساحلية التي شهدت العديد من الوقائع خلال الفترة الماضية، بجانب الكارثة التي حدثت في حدائق القبة بالقاهرة.
ضحايا عقار عين شمس
ومنذ قليل، عثرت قوات الإنقاذ على جثمان طفل صغير تحت أنقاض العقارات الثلاثة المنهارة بمنطقة حدائق القبة، ليصبح عدد الضحايا حتى الآن 10 أشخاص، من بينهم طليق البلوجر لولا فاني.
في هذا التقرير يرصد موقع تفصيلة آراء خبراء الجيولوجيا والبحوث الفلكية، عن مدى اتساع دائرة انتشار الموجات الزلزالية، مع وقوع هزات أرضية متكررة بمنطقة شرق المتوسط وسواحل اليونان قبالة السواحل المصرية.
لا يوجد علاقة بين الزلازل وانهيار المنازل
وأوضح رئيس قسم الزلازل بمعهد البحوث الفلكية، أن انهيار العقارات بسبب الزلازل يكون وقت وقوع الهزات الأرضية وليس بعدها بعدة أسابيع ويجب دراسة كل حالة من حالات العقارات المنهارة علي حدا لمعرفة سبب الانهيار.
سبب انهيار المنازل القديمة
وتابع أن انهيار العقارات قد يكون يكون نتيجة تهالك المنازل القديمة، وعدم إجراء صيانة لها، وقد يكون هناك أسباب أخرى نتيجة تدخل العنصر البشري ولكن ليس للزلازل الأخيرة دخل في انهيار العقارات في مصر .
الزلازل غير مؤثرة على مصر
وأشار رئيس قسم الزلازل بمعهد البحوث الفلكية ، إلى أن هناك العديد من الزلازل التي تحدث في البحر المتوسط لكنها غير مؤثرة علي مصر، ولابد من متابعة العقارات القديمة المتهالكة وأن يكون التدخل البشري مدروس حتي نتفادى مثل هذه الكوارث.
مصر خارج المناطق الزلزالية
كما أكد الدكتور طه رابح، عميد معهد البحوث الفلكية، أن مصر خارج المناطق الزلزالية الشديدة، مثل اليابان أو حلقة المحيط الهادئ.
وأوضح رابح لـ"تفصيلة"، أن ما تشهده البلاد من زلازل ضعيفة أو متوسطة أمر طبيعي، ولا يستدعي القلق، وليس له تأثير على انهيار بعض العقارات القديمة في مصر.

حدوث الزلازل أمر طبيعي
بدوره، شدد المعهد القومي للبحوث الفلكية على أن حدوث الزلازل أمر طبيعي، وأن مصر لم تدخل نطاق الحزام الزلزالي، رغم النشاط الملحوظ في بعض المناطق المحيطة بها.
تأثير الزلازل على جميع العقارات
بينما أوضح الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أنه إذا كان هناك تأثير علي العقارات بسبب الزلازل يكون التأثير علي كثير من العقارات وليس عقار او إثنين ، وإن ما حدث في مصر من انهيار عقارات ليس له دخل إطلاقا بالزلازل التي حدثت مؤخرا.
وتابع أن منطقة شرق المتوسط شهدت الشهر الماضي، زلزالا شرق جزيرة كـريـت بقوة حوالي 6.1 – 6.3 درجة على مقياس ريختر، على عمق كبير نسبيا بالنسبة للبحر المتوسط وهو 76 كم، مما يخفف من تأثيره، ولكن تتسع دائرة انتشار الموجات الزلزالية، ولذلك شعرنا به بوضوح في مصر كما شعر به تقريبا كل سكان شرق المتوسط.
تأثير الزلزال يقل بزيادة المسافة
وأضاف أن تأثير الزلزال يقل بزيادة المسافة أيضا، ويبعد الزلزال عن الإسكندرية بحوالي 500 كلم، إلا أنه أحيانا يحدث تسونامي بعد الزلازل القوية والتي تكون قوتها أكبر من 6.5 درجة والتي تحدث في البحار أو المحيطات، حيث من المتوقع أن تكون له توابع خفيفة.
بينما كشف الدكتور طه رابح، عميد معهد البحوث الفلكية، أن كل الزلازل التي تم الحديث عنها خلال الفترات الماضية وشعر بها المصريين لم تحدث في مصر باستثناء ذلك الذي وقع في الغردقة.

زلزال الغردقة
وأكد في تصريحاته أن زلزال الغردقة الذي حدث بداية الشهر الجاري، كان بقوة 3.3 ريختر، وأردف أن اليابانيين يفطرون وزلزال بقوة 5 ريختر شغال معاهم، لافتا إلى أن ما حدث في جزيرة كريت قبل أيام.
وأضاف الدكتور طه رابح، أن الزلزال الذي حدث في مصر خلال تسعينيات القرن الماضي كان بقوة 5.6 ريختر، ولكنه حدث تكبير للموجة الزلزالية في الدلتا وكان مركزه دهشور.

سبب صادم في انهيار العقارات القديمة
في المقابل يكشف خبراء في القطاع العقاري أسباب أخري ومنطقية لانهيار العقارات القديمة وهي غياب الصيانة الدورية والطبيعة للعقارات خاصة في عقارات الايجار القديم في ضوء حالة العناد بين الملاك الذين يرفضون صيانة العقارات حتي تسقط وبين المستأجرين الذين يبخلون على صيانة العقار باعتباره ليس ملكا لهم في النهاية.
وكانت منطقة “سانتوريني”، الجزيرة الواقعة في بحر إيجه والتي تعتبر وجهة سياحية رئيسية في اليونان، شهدت نشاطا زلزاليا استثنائيا في يناير وفبراير الماضيين، إذ تعرضت لآلاف الهزات الأرضية مما أجبر قسما من السكان على الفرار.
أشهر الزلازل في مصر
ولعل من أكثر الزلازل رعبا في تاريخ مصر الحديث، الذي وقع في 12 أكتوبر 1992، وبلغت قوته 5.6 درجة، ومركزه كان بمنطقة دهشور، وتسبب في وفاة 541 شخصا، وإصابة أكثر من 6500، وتدمير آلاف المنازل والمدارس، خاصة في القاهرة الكبرى والفيوم.
بينما شهدت مصر في 22 نوفمبر 1995، وقوع زلزال عنيف بلغت قوته 7.2 درجة، مركزه مدينة نويبع بالبحر الأحمر، أدى إلى وفاة 5 أشخاص وإصابة العشرات، وكان من أقوى الزلازل التي سجلت في مصر.