رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

لحظة ضعف وأزمة دولار وهروب للأمام.. الأيام الصعبة في مسيرة طارق عامر.. (الحلقة 1)

عامر وخورشيد
عامر وخورشيد

في صبيحة يوم 27 نوفمبر 2015  تولي طارق عامر منصب محافظ البنك المركزي بعد استقالة المحافظ السابق هشام رامز من منصبه وعامر،.. لمن يعرف هو ابن شقيق المشير عبد الحكيم عامر، ونجل المهندس حسن عامر رئيس مجلس إدارة نادي الزمالك السابق.

مسيرة مليئة بالزخم والإخفاقات

المصرفي طارق عامر رغم تاريخه الطويل في عالم البنوك لكن كانت دائما تطارده الاستقالات أو الهروب للأمام وعلى سبيل المثال تولى رئاسة مجلس البنك الأهلي المصري منذ عام 2008، وحتى تقديم استقالته في عام 2013 ، ثم أعلن استقالته من منصب محافظ البنك المركزي في 17 أغسطس 2022 قبل انتهاء مدته الثانية بعام، في مطبات صعبة رصعت مسيرته العملية، وبعدها تواري بعيدا عن المشهد على وقع أزمات مالية وتصريحات تسببت في لغط شديد في الأوساط المالية وقتها أدت إلى قرار الاستقالة وتكليف المحافظ الحالي حسن عبد الله لإصلاح مافسد في السياسة المالية وتقويم مسار السياسة النقدية.

طارق وخورشيد
طارق وخورشيد

قصة حب خورشيد

زواج طارق عامر محافظ المركزي من الوزير داليا خورشيد وزيرة الاستثمار السابقة كان الشغل الشاغل للمصريين الذين قل مايسمعون عن زواج من العيار الثقيل في الأوساط التنفيذية، وحسب ما نشر وقتها القصة بدأت فى أكتوبر 2016 خلال مشاركتهما فى المؤتمر الوطني الأول للشباب بشرم الشيخ، حيث التقطت الكاميرات همساً وضحكاً بين الاثنين وتبادل للنظرات، وبعد عودتهما للقاهرة طاردتهما شائعة الحب والزواج، لكن النفى كان سريعاً وحاسما من الاثنين.

صمتت الشائعات قليلاً، بعد نفى الأمر من قبل محافظ البنك المركزي والوزيرة السابقة، ثم عادت مرة أخرى بشكل أكبر، فخرج المقربون من طارق عامر وداليا خورشيد ليؤكدوا أن ما يجمعهما علاقة عمل عادية بين اثنين يشتركان فى إدارة ملفات مهمة ومرتبطة بالوضع الاقتصادى المصرى، ومن الطبيعى أن يلتقيا ويتحادثا، لكن فكرة الزواج ليست واردة، وربما حاول هؤلاء المقربون فرض قدر من السرية على الحب الظاهر والواضح بين محافظ البنك المركزي والوزيرة، خشية الحرج السياسى ، ورغم أن القوانين لا تمنعهما من الزواج حتى فى ظل وجودهما فى منصبيهما، إلا أنهما فضلا نفى أى كلام عن الارتباط حتى لا يفتحا مجالا للقيل والقال، خاصة فى ظل انشغال البلاد فى تطبيق الإجراءات الاقتصادية الصارمة لتصحيح مسار الاقتصاد المصري .

طارق عامر وداليا خورشيد 
طارق عامر وداليا خورشيد 

بعد خروج الوزيرة داليا خورشيد من حكومة المهندس شريف إسماعيل زاد الأحاديث حول زواج محافظ المركزي من الوزيرة السابقة قبل أن تحسمها صورة تداولها أصدقاء طارق عامر وداليا خورشيد على "جروبات واتس أب"، تظهر محافظ البنك المركزي واضعا يده فى يد مأذون فى وجود داليا خورشيد وأسرتها،  ليدخل طارق عامر وداليا خورشيد عش الزوجية السعيد حسب ماتداولته مواقع إخبارية وقتها.

الملفات المشتركة وتضارب المصالح

كما قيل عن دوافع منطقية لتقارب المحافظ والوزيرة قبل الزواج الرسمي بأنه (علاقة عمل عادية بين اثنين يشتركان فى إدارة ملفات مهمة ومرتبطة بالوضع الاقتصادى المصرى)، ومن الطبيعى أن يلتقيا ويتحادثا، كانت الإشكالية التي فتحت أبواب الشيطان حول الثنائي بعد خروج الوزيرة من باب وزارة الاستثمار وحدود واختلاط الملفات الاقتصادية المهمة بين العام والخاص ومدى تسرب ملفات الدولة الحساسة للغرف الخاصة، وزادت التساؤلات حول «تضارب المصالح»، مع دخول خورشيد في بيزنس خاص بها وشق طريقها في شركات الأوراق المالية والتمدد في هذا النوع من الشركات، حتى صارت المرأة الحديدية بين أروقة الشركات، ما أثار الجدل حول مدى مساعدة زوجها ذو المنصب المالي الحساس وإدارته للقطاع المصرفي المصري وقتها وهي همسات خرجت للعلن فيما بعد ومنها ما جرى في شركة مصر للهيدروكربون وغيرها.. وهو ماسنورد له حلقات خاصة فيما بعد.

داليا خورشيد وطارق عامر
داليا خورشيد وطارق عامر

سياسة مالية كارثية

رغم تقديم عامر استقالته من منصب محافظ المركزي إلا أن الاخفاقات دفعته إلى تقديم استقالته قبل استكمال المدة بعام كامل، فعرف عن عامر تردده في إحداث اصلاحات قوية في سوق الصرف ومعارضة تحرير سعر الجنيه وفضل استمرار التحكم في سعر الصرف ما ضيع على مصر مليارات الدولارات كاستثمارات والتي تدفقت بعد قرار المحافظ الحالسي تصحيح التشوه المالي في سعر العملة وجعلها حرة أمام العملات الأخرى ما فتح الباب للصفقات المليارية التي بدأت برأس الحكمة ومشرعات اقتصادية قناة السويس والمناطق الصناعية الجديدة والمنافسة العالمية للاستثمار في مصر..

داليا خورشيد 
داليا خورشيد 

الاحتياطي الوهمي

من أسباب الإطاحة بعامر أيضا هو توسع البنك المركزي في عهده في الاعتماد على مشتريات الأجانب من أذون وسندات الخزانة المصرية (الأموال الساخنة)، واستمراره في رفع الفائدة لجذبهم نحو أدوات الدين الحكومية. ورغم إضرار تلك الفائدة المرتفعة بالشركات المصرية، نتيجة زيادة تكلفتها، ما يقلل تنافسية منتجاتها بالداخل والخارج. ورغم التحذير المستمر من جانب معظم الخبراء والمحللين من خطورة الأموال الساخنة إلا أن عامر أصر على الاعتماد عليها لتدبير تكاليف الواردات لكن الهروب المكثف للأموال الساخنة في الربع الأخير من 2021 والربع الأول من 2022 تسبب في فجوة دولارية كبيرة، دفعت مصر للاقتراض من دول الخليج والصين وبنك التصدير الإفريقي، مما زاد قيمة الدين الخارجي بعد استقطاع ما تم دفعه من أقساط وفوائد بنحو 20.4 مليار دولار خلال هذين الربعين ليصل مجمل الدين الخارجي إلى 157.8 مليار دولار.

صدام المستوردين

الصدام مع المستوردين والتجار ورجال الصناعة بعد قرار البنك المركزي في فبراير 22 بوقف العمل بمستندات التحصيل التي كان غالبية المستوردين يقومون بالاستيراد بواسطتها منذ سنوات طويلة، واستبداله بنظام الاعتمادات المستندية، الذي يتطلب من المستورد تدبير كامل قيمة البضاعة المراد استيرادها، وإيداع القيمة بالبنك حتى إتمام عملية الاستيراد، والتي قد تصل إلى شهرين مما يعطل حركة الأموال كانت واحدة من قرارات عامر التي سرعت بمغادرته من الباب الضيق للمركزي.. بجانب فشله في السيطرة على التضخم.. وللحديث بقية.

تم نسخ الرابط