تحقيقات كارثة الطائرة الهندية تكشف مفاجأة في اللحظات الأخيرة قبل السقوط

في تطور جديد بحادث الطائرة الهندية المنكوبة التابعة لشركة "إير إنديا" الرحلة رقم 171، كشفت مصادر قريبة من التحقيقات مفاجأة تقنية خطيرة ربما تفسر ما حدث قبل الكارثة.
فبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، أظهرت التحليلات الأولية أن نظام الطاقة الطارئة المعروف بـ"توربين الهواء العكسي" (RAT) كان نشطًا بالفعل لحظة الحادث، وهو أمر لا يحدث عادة إلا في حالات نادرة، مثل تعطل المحركات أو فشل النظام الهيدروليكي بالكامل.
مصدر في لجنة التحقيق الهندية أشار إلى أن هذا النظام لا يعمل تلقائيًا إلا إذا تعرضت الطائرة لمشكلة كبيرة تهدد استمرار تشغيلها، مثل فقدان الطاقة الكهربائية الأساسية أو توقف محركاتها دفعة واحدة، وهو احتمال يصنفه خبراء الطيران بأنه "نادر للغاية" في عالم الطيران التجاري الحديث.
وأوضح خبير سلامة الطيران الأميركي أنتوني بريكهوس أن تفعيل هذا النظام عادة ما يكون الخيار الأخير للطيارين عند فقدان المحركات أو الضغط الهيدروليكي، مؤكدًا أن احتمالية تعطل المحركين معًا في طائرة حديثة مسألة تكاد تكون مستحيلة نظريًا، ما يطرح تساؤلات جدية حول طبيعة الخلل المفاجئ الذي أصاب الطائرة عقب إقلاعها مباشرة.
وبحسب بيانات أجهزة الملاحة، صعدت الطائرة إلى ارتفاع 625 قدمًا فقط قبل أن تختفي إشاراتها بعد 50 ثانية من الإقلاع، رغم أن الأجواء كانت مستقرة وصافية، الأمر الذي يعزز نظرية "العطل المفاجئ"، خصوصًا مع فقدان الاتصال بين الطاقم وبرج المراقبة فور إرسال نداء استغاثة.
الحادث أسفر عن مقتل أكثر من 270 شخصًا بين ركاب وسكان على الأرض، فيما نجا راكب وحيد كان يجلس قرب مخرج الطوارئ. وفي شهادته، قال الناجي إن الطائرة "توقفت في الجو للحظات" قبل أن تهوي فجأة وتصطدم بسكن طلابي تابع لكلية طب، ما أدى إلى انفجار ضخم وهائل.
حتى الآن لم تعلن السلطات الهندية رسميًا عن سبب العطل الرئيسي، سواء كان في المحركات، النظام الهيدروليكي، أو مكونات أخرى، مؤكدة أن التحقيقات لا تزال جارية، فيما ينتظر الجميع التقرير الفني النهائي الذي سيحدد ملابسات واحدة من أسوأ كوارث الطيران المدني في الهند خلال العقد الأخير.