كيف تحمي البنوك في مصر عملائها من النصب والاحتيال وسرقة الأموال؟
تلعب البنوك دورًا حاسمًا في حماية عملائها من النصب والاحتيال، وذلك من خلال تبني استراتيجيات متعددة تشمل التكنولوجيا المتقدمة، الإجراءات الأمنية الصارمة، التوعية المستمرة، والتعاون مع الجهات الرقابية.
ويتم العمل في هذا الملف المهم تحت إشراف وتوجيهات البنك المركزي المصري، وتم تنظيم حملات توعية مستمرة، سواء على القنوات التلفزيونية أو عبر صفحات السوشيال ميديا، أو حتى المواقع الالكترونية، للقضاء على عمليات الاحتيال.
وفي هذا التقرير يرصد موقع تفصيلة، دور البنوك المصرية في حماية أموال العملاء، وتضييق الخناق على النصابين، لمنع جرائم الاحتيال الإلكتروني.
وإليك أبرز الطرق التي تستخدمها البنوك لحماية عملائها، والتي جاءت كما يلي:
1- الأنظمة الأمنية المتقدمة والتكنولوجيا
أنظمة كشف الاحتيال الذكية: تستخدم البنوك أنظمة متطورة تعمل بالذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لمراقبة المعاملات المصرفية في الوقت الفعلي.
هذه الأنظمة يمكنها اكتشاف الأنماط غير العادية أو المشبوهة، مثل: معاملات ذات قيمة عالية بشكل مفاجئ، أو معاملات من مواقع جغرافية غير معتادة، وكذلك محاولات متكررة فاشلة لتسجيل الدخول.
وعند اكتشاف أي نشاط مشبوه، يمكن للنظام إصدار تنبيهات للبنك أو للعميل مباشرة، وقد يؤدي ذلك إلى تجميد مؤقت للحساب أو المعاملة للتحقق.
كما تستخدم البنوك تقنيات التشفير (Encryption)، لحماية البيانات المالية والشخصية لعملائها أثناء نقلها وتخزينها، مما يجعل من الصعب على المخترقين الوصول إليها أو فك تشفيرها.
المصادقة المتعددة العوامل (MFA)، إلى جانب كلمة المرور، تطلب البنوك غالبًا طبقات أمان إضافية مثل: رمز تحقق يُرسل عبر رسالة نصية (OTP)، و يتم إرساله إلى رقم الهاتف المسجل للعميل لإتمام المعاملات أو تسجيل الدخول.
وكذلك يوجد المصادقة البيومترية: مثل بصمة الإصبع أو التعرف على الوجه لتسجيل الدخول إلى تطبيقات البنك المحمولة.
2- فرق متخصصة لمكافحة الاحتيال
تمتلك البنوك فرقًا مدربة تدريبًا عاليًا ومتخصصة في اكتشاف الاحتيال والتحقيق فيه والتعامل معه، حيث يتم التحقق من الهوية (KYC - Know Your Customer): تطبق البنوك إجراءات صارمة للتحقق من هوية العملاء الجدد والقائمين لضمان عدم استخدام الحسابات في أنشطة غير مشروعة أو احتيالية.
كما يتم مراقبة الصرافات الآلية (ATMs) ونقاط البيع (POS)، وتقوم البنوك بصيانة دورية ومراقبة لأجهزة الصراف الآلي والتحقق من عدم وجود أي أجهزة غريبة (Skimmers) تستخدم لسرقة بيانات البطاقات. كما تتابع سلامة أجهزة نقاط البيع لدى التجار.
سياسات رد الأموال (Chargeback)
وفي حالات معينة، يمكن للبنك حماية العميل من الخسائر الناجمة عن المعاملات الاحتيالية على البطاقات الائتمانية أو الخصم عن طريق استرداد المبالغ من التاجر.
كما يحق للبنك تجميد الحسابات أو المعاملات التي يشتبه في أنها احتيالية لحين التحقق من صحتها.
3- التوعية والتثقيف للعملاء
تنظم البنوك حملات توعية عبر مختلف القنوات (البريد الإلكتروني، الرسائل النصية، مواقع التواصل الاجتماعي، فروع البنك) لتوعية العملاء بأحدث طرق الاحتيال، مثل التصيد الاحتيالي (Phishing) والتصيد عبر الهاتف (Vishing) والتصيد عبر الرسائل النصية (Smishing).
كما تقدم البنوك إرشادات واضحة للعملاء حول كيفية حماية بياناتهم المصرفية والشخصية، وتجنب مشاركة معلومات حساسة (كلمة المرور، الرقم السري للبطاقة، رمز التحقق CVV) مع أي شخص.
تنبيهات المعاملات
تشجع البنوك العملاء على تفعيل خدمة التنبيهات الفورية عبر الرسائل النصية أو البريد الإلكتروني لأي حركة تتم على حساباتهم، لتمكينهم من اكتشاف أي نشاط غير مصرح به على الفور.
تأكيد أن البنك لن يطلب معلومات سرية: تؤكد البنوك بشكل متكرر لعملائها أنها لن تطلب منهم أبدًا كلمات المرور، أو أرقام التعريف الشخصية (PIN)، أو رموز التحقق لمرة واحدة (OTP) عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية.
4. التعاون والتنسيق مع البنوك والجهات الرقابية
تعمل البنوك في مصر تحت إشراف البنك المركزي، الذي يضع القواعد واللوائح اللازمة لحماية العملاء ومكافحة الاحتيال، تتعاون البنوك فيما بينها لتبادل المعلومات حول أساليب الاحتيال الجديدة والمحتالين لتعزيز جهود المكافحة.
كما تلجأ البنوك إلى الشراكات مع شركات التكنولوجيا الأمنية، وتتعاون مع شركات عالمية متخصصة في الأمن السيبراني لتعزيز قدراتها الدفاعية ضد الهجمات المتطورة.
لذلك تسعى البنوك المصرية جاهدة لتوفير بيئة مصرفية آمنة، ولكن الحماية الكاملة تتطلب دائمًا يقظة وتعاونًا من جانب العميل نفسه، من خلال الالتزام بالنصائح الأمنية والإبلاغ الفوري عن أي نشاط مشبوه.