تحركات عربية دولية متواصلة لاحتواء التصعيد الإسرائيلي الإيراني
للأسبوع الثالث من التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، تواصلت الجهود الدبلوماسية العربية والدولية المكثفة لاحتواء التوتر، ووقف العمليات العسكرية التي تهدد بانفجار أوسع في المنطقة.
مصر: دعوة للحل السياسي واستئناف المفاوضات النووية
أجرى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي اتصالاً هاتفياً مع مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص للشرق الأوسط سيتف ويتكوف، تناول التصعيد المتسارع في الشرق الأوسط، مع التأكيد على خطورته على الأمن والاستقرار الإقليميين.
وشدد عبد العاطي على أهمية احتواء الموقف والعودة إلى المسار السياسي والدبلوماسي، مع دعوة واضحة لاستئناف المفاوضات بين واشنطن وطهران حول البرنامج النووي الإيراني.
الكويت وسلطنة عمان: دعم للوسائل السلمية وخفض التصعيد
بحث أمير الكويت مشعل الأحمد الصباح والرئيس التركي رجب طيب أردوغان في اتصال هاتفي، مستجدات التصعيد العسكري، وأكدا ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي واللجوء إلى الحوار الدبلوماسي.
وفي السياق ذاته، ناقش سلطان عمان هيثم بن طارق مع أردوغان سبل تهدئة التوتر، وتلقى اتصالًا من مستشار ألمانيا فريدريش ميرتس الذي أشاد بالسياسة الحكيمة للسلطنة.
وأكد وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي خلال لقائه مع نظيره الألماني في مسقط، أن الحل الوحيد يكمن في المفاوضات السياسية واحترام السيادة الدولية.
العراق وقطر: إدانة للعدوان ودعوات للتنسيق الإقليمي
بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع أردوغان تطورات الأوضاع، مؤكدين إدانة العدوان الإسرائيلي على إيران، والدعوة إلى تنسيق المواقف لحفظ الأمن الإقليمي.
من جانبه، أجرى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اتصالاً مع رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني شدد فيه على ضرورة خفض التصعيد.
كما كثّف رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني اتصالاته مع عدد من نظرائه من أوروبا والخليج داعياً إلى حل الخلافات عبر الوسائل الدبلوماسية.
الإمارات والسعودية: دعوات مكثفة لتبني الحوار
بحث رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر تداعيات العدوان الإسرائيلي على استقرار المنطقة، وأكدا أهمية اعتماد الحوار كحل أساسي للأزمات.
فيما ناقش وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان مع نظيرته الكندية أنيتا أناند آخر التطورات، مع التحذير من تداعيات التصعيد على الأمن الإقليمي.
الأردن: يجب ألا تُنسى غزة وسط الانشغال بإيران
شدد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في اتصال مع نظيره الإيطالي أنطونيو تياني على ضرورة إنهاء التصعيد الإقليمي من جذوره، مع التنبيه إلى عدم تراجع الاهتمام بإنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة في ظل التركيز الدولي على المواجهة مع إيران.
وأكد الطرفان أن السبيل الوحيد للاستقرار هو خفض التصعيد واستئناف المسار التفاوضي بشأن الملف النووي الإيراني.
خلفية التصعيد
بدأت إسرائيل فجر الجمعة هجوماً واسعاً على إيران، في عملية عسكرية، بمشاركة عشرات المقاتلات، وبمساندة غير معلنة من الولايات المتحدة.
استهدفت الضربات منشآت نووية، ومراكز أبحاث، وقواعد صواريخ، وأسفرت عن اغتيال عدد من القادة العسكريين والعلماء النوويين الإيرانيين.
في المقابل، ردت طهران بعشر موجات من الصواريخ والطائرات المسيّرة على تل أبيب ومدن إسرائيلية، أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات.
ويعد هذا التصعيد الأوسع من نوعه في تاريخ المواجهة بين الجانبين، وينقل الصراع من حرب الظل إلى مواجهة عسكرية مفتوحة، وسط مخاوف إقليمية ودولية من اتساع رقعة الحرب إلى دول الجوار والمنطقة ككل.