جواسيس إسرائيل في إيران.. قصص حقيقية من قلب الصراع الخفي

في عالم الاستخبارات، تبقى الحرب بين إسرائيل وإيران من بين أعقد وأخطر صراعات الظل في العصر الحديث، وفي قلب هذه الحرب السرية، تمكن الموساد الإسرائيلي من زرع شبكات تجسس واختراقات بشرية غير مسبوقة داخل إيران، رغم القبضة الأمنية الصارمة للنظام الإيراني.
ويستعرض "تفصيلة" في التقرير التالي أبرز الجواسيس والعمليات التي غيّرت مسار هذا الصراع الطويل:
1. علي رضا أكبري – "كنز الموساد" داخل وزارة الدفاع الإيرانية
في يناير 2023، أعلنت إيران تنفيذ حكم الإعدام بحق علي رضا أكبري، نائب وزير الدفاع الأسبق، بتهمة التجسس لصالح إسرائيل. وفق الرواية الإيرانية، سلّم أكبري معلومات بالغة الحساسية تتعلق ببرنامج إيران النووي وقدراتها الدفاعية، مقابل مبالغ مالية ضخمة.
التقارير الغربية وصفت أكبري بأنه من "أكبر مصادر الموساد في تاريخ إيران الحديث"، خاصة بعد تسريبات أشارت إلى أنه قدم تفاصيل عن منشأة "فوردو" النووية المحصنة.
هذه القضية مثلت ضربة قاسية للأمن الإيراني وكشفت أن الموساد استطاع تجنيد شخصية رفيعة في صميم المؤسسة العسكرية.
2. شبكة تخريب منشأة نطنز – "الوكلاء المحليون"
في أبريل 2021، تعرّضت منشأة نطنز النووية لهجوم سيبراني وتخريبي تسبب في تعطيل أجهزة الطرد المركزي. لاحقًا، اعترفت إيران بأن عملاء للموساد داخل أراضيها زرعوا متفجرات قرب الأنظمة الكهربائية للموقع.
العملية كشفت اعتماد الموساد على شبكات تجسس محلية واسعة النطاق تضم مهندسين وفنيين إيرانيين، استُدرج بعضهم بالمال أو التهديدات أو وعود اللجوء للخارج.
3. اغتيال محسن فخري زاده – الهجوم "عن بعد"
في نوفمبر 2020، اغتيل محسن فخري زاده، كبير علماء إيران النوويين، قرب طهران باستخدام رشاش يتم التحكم فيه عن بعد، مزوّد بذكاء صناعي، نُقل سرًا إلى إيران عبر أجزاء منفصلة.
تقارير استخباراتية أفادت أن العملية نُفذت بالتنسيق مع شبكة بشرية محلية، وفريق خارجي وفّر المعلومات والمراقبة.
الاغتيال أعاد الجدل حول مدى قدرة الموساد على العمل داخل إيران بفعالية وبجرأة غير مسبوقة.
4. كشف شبكة كردية – "جواسيس الحدود"
في يوليو 2022، أعلنت طهران اعتقال خلية مؤلفة من 4 أشخاص قرب الحدود الغربية، اتهمتهم بالعمل لصالح الموساد، وبتلقي تدريبات في معسكرات كردستان العراق. هذه الخلية كانت وفق بيان رسمي مكلفة بجمع معلومات عن منشآت صاروخية في منطقة كرمانشاه، ومحاولة تنفيذ عمليات تفجيرية.
5. اختفاء وثائق الأرشيف النووي – "سرقة القرن"
في 2018، فجّرت إسرائيل مفاجأة عندما عرض رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو أرشيفًا سريًا كاملاً لبرنامج إيران النووي، ادّعى أنه انتُزع من قلب طهران في عملية جريئة للموساد. لاحقًا تبين أن شبكة عملاء ساعدت على تهريب الأرشيف عبر حدود إيران الشرقية.
هذه السرقة الوثائقية الأكبر في تاريخ الصراع الاستخباراتي بين البلدين، كشفت أن الموساد يمتلك قدرة اختراق تصل إلى عمق المؤسسات الأمنية الإيرانية.