من القاهرة إلى الإسكندرية في دقائق.. الخط الأول للقطار السريع يغير خريطة النقل في مصر

بدأت ملامح مشروع القطار الكهربائي السريع في مصر تتشكل بوضوح مع اقتراب الانتهاء من أعمال تنفيذ الخط الأول، الذي يُعد حجر الأساس في شبكة متكاملة بطول نحو 675 كيلومترًا تهدف إلى الربط بين مختلف أقاليم الجمهورية، الخط الأول، المعروف باسم "الخط الأخضر"، يمتد من العين السخنة على البحر الأحمر حتى مرسى مطروح على البحر المتوسط، مرورًا بالعاصمة الإدارية الجديدة والقاهرة والإسكندرية.
رحلة جديدة بين المدينتين
من المتوقع أن تختصر الرحلة بين القاهرة والإسكندرية إلى حوالي ساعة واحدة فقط، مقارنة بثلاث إلى أربع ساعات حاليًا باستخدام وسائل النقل التقليدية.
وتمتد الرحلة الكاملة من العين السخنة إلى مرسى مطروح بطول 675 كيلومترًا، تشمل 22 محطة بين محطات سريعة وإقليمية، مع تصميم السرعة القصوى للقطارات السريعة عند 250 كيلومترًا في الساعة.
المسار والمحطات
يمر القطار عبر عدد من المدن والمناطق المحورية، منها العاصمة الإدارية الجديدة، مدينة 6 أكتوبر، السادات، الإسكندرية، والضبعة، ويضم الخط 10 محطات سريعة و12 محطة إقليمية. وتضم الشبكة مزيجًا من القطارات السريعة والإقليمية وقطارات الشحن، في نموذج يشبه شبكات النقل الحديثة في الدول المتقدمة، ويتولى تنفيذ المشروع تحالف يضم شركة "سيمنز" الألمانية بالتعاون مع شركات مصرية كبرى مثل المقاولون العرب وأوراسكوم.
نقلة اقتصادية وتنموية
لا يقتصر المشروع على اختصار زمن التنقل بين المحافظات، بل يستهدف إعادة توزيع الكثافة السكانية وتنشيط الاستثمار في المناطق الصناعية والعمرانية الجديدة. كما يسهم في ربط الموانئ المصرية بخطوط سريعة، ما يعزز القدرة التنافسية للاقتصاد المصري في مجالات التجارة والخدمات اللوجستية.
ويمثل الخط الأخضر نقطة الانطلاق نحو شبكة أوسع تشمل خطوطًا أخرى قيد الإعداد، منها الخط الثاني الذي يربط بين السادس من أكتوبر وأبو سمبل، والخط الثالث الذي يصل بين قنا وسفاجا والغردقة.
مراحل التنفيذ والتشغيل
تسير أعمال التنفيذ وفق الجدول الزمني الموضوع، حيث من المقرر أن يبدأ التشغيل التجريبي للخط الأول خلال نهاية عام 2025، مع التشغيل التجاري المخطط له في عام 2026. ويجري حاليًا استكمال أعمال البنية التحتية ومدّ القضبان وإنشاء المحطات الرئيسية، مع توريد القطارات والتجهيزات الفنية اللازمة للتشغيل.
ويمثل القطار الكهربائي السريع تحوّلًا استراتيجيًا في منظومة النقل داخل مصر، ليس فقط من حيث السرعة أو الراحة، ولكن كأداة لإعادة تشكيل الخريطة العمرانية والاقتصادية للدولة، وبينما تتجه الأنظار إلى أول قطار ينطلق بين القاهرة والإسكندرية في أقل من ساعة، فإن المشروع بأكمله يحمل آفاقًا واسعة لمستقبل النقل والتنمية في مصر.