قمة مصرية إماراتية جديدة في أبوظبي.. علاقات استراتيجية تتجدد وسط تحديات إقليمية

يتوجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي، لعقد جلسة مباحثات رفيعة المستوى مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك في إطار العلاقات الثنائية الاستراتيجية التي تربط البلدين، والتي لطالما اتسمت بالمتانة والتكامل.
ووفق بيان الرئاسة المصرية، تأتي زيارة الرئيس السيسي في وقت بالغ الدقة إقليميًا، لمناقشة أبرز تطورات الأوضاع الإقليمية، وسُبل استعادة الأمن والاستقرار في المنطقة، مع التركيز على الملفات الساخنة مثل غزة، ليبيا، واليمن، وسوريا.
زيارة اليوم ليست مجرد محطة دبلوماسية عابرة، بل هي بمثابة تأكيد جديد على المحور المصري الإماراتي، الذي يشكّل توازنًا في المعادلة الإقليمية، ويعزز من موقع الدولتين في مواجهة تحديات المرحلة المقبلة، سواء كانت أمنية، سياسية، أو اقتصادية.
علاقات تاريخية بأبعاد استراتيجية
منذ تأسيس دولة الإمارات عام 1971، والعلاقات مع القاهرة تتسم بطابع خاص، تجاوز حدود التعاون الدبلوماسي إلى شراكة استراتيجية متعددة الأبعاد، تتجلى في:
- دعم سياسي متبادل في القضايا الإقليمية والدولية
- استثمارات إماراتية واسعة في البنية التحتية والطاقة والقطاع العقاري المصري
- تنسيق أمني وعسكري وتبادل معلوماتي في مكافحة الإرهاب
- تعاون تنموي وصناعي، من أبرز ثماره المنطقة الصناعية المشتركة في شرق بورسعيد
وقد شهدت العلاقة بين الزعيمين، السيسي ومحمد بن زايد، تنسيقًا رفيعًا في المحافل الدولية والإقليمية، توجته عشرات اللقاءات الثنائية منذ 2014 وحتى الآن، كان أبرزها المشاركة في قمم مجموعة العشرين، وقمم المناخ، والقمم الخليجية الموسعة.
ملفات ساخنة على طاولة النقاش
يتوقع أن تتناول القمة المصرية الإماراتية المستجدات التالية:
- قطاع غزة: دعم مسارات التهدئة وإعادة الإعمار، في ظل تفاقم الوضع الإنساني، مع تنسيق المواقف بشأن المبادرات المطروحة.
- الملف الليبي: السعي المشترك لتثبيت وقف إطلاق النار، وضمان إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية.
- أمن البحر الأحمر ومضيق باب المندب: في ضوء تصاعد تهديدات الحوثيين وتهديد حرية الملاحة.
- الاستثمار المشترك: متابعة تفعيل مذكرة التفاهم الصناعية والطاقة المتجددة الموقعة في نوفمبر 2024.
زيارة تُتوّج مسارًا دبلوماسيًا طويلًا
تأتي زيارة الرئيس السيسي اليوم امتدادًا لسلسلة طويلة من الزيارات رفيعة المستوى، التي لم تنقطع بين القيادتين، وشهدت تصاعدًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، رغم الاضطرابات الإقليمية.
وتعد هذه الزيارة الخامسة عشرة للرئيس السيسي إلى الإمارات منذ توليه الرئاسة، كما استقبل الرئيس نظيره الإماراتي أكثر من 20 مرة في القاهرة.
نموذج عربي في العلاقات الثنائية
تُصنّف العلاقات المصرية الإماراتية ضمن أكثر نماذج التعاون العربي استقرارًا وفعالية. فعلى مدار أكثر من خمسين عامًا، أثبت البلدان قدرتهما على المواءمة بين الثوابت القومية ومتغيرات الواقع الإقليمي، وتقديم نموذج عملي لما يمكن أن يكون عليه التعاون العربي إذا ما توفرت الإرادة والقيادة.